العداء الأمريكي السافر للشعب الفلسطيني

بقلم: عبد الحميد الهمشري

الولايات المتحدة الأمريكية تكن العداء للقضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية التي تحاول تصفيتها وهذا يوضحه انحيازها السافر لصالح الكيان الصهيوني الذي لولاها ودول التحالف الغربي "حلفاءها" الداعمين له لما كان له وجود من الأساس بدليل استخدامها لحق النقض الفيتو رقم 44 منذ العام 1973 وحتى الفاتح من حزيران يونيو 2018 في مجلس الأمن ضد المشروع الكويتي الذي يطالب بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل الجرائم الاسرائيلية يوم الجمعة الماضية بعد فشل مشروعها الذي تقدمت به مؤخرا كاقتراح لمجلس الأمن لإصدار إعلان عن ذلك المجلس الذي لم يعد يخدم السلم العالمي بفعل مواقفها، يندد بقوة بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل فهي تتعامل مع الفلسطينيين كما تعامل الكاوبوي الأمريكي مع الهندي الأحمر وتعطي العدو الصهيوني الضوء الأخضر للسير على ذات النهج وتقف منهم موقف المعادي كما العدو الصهيوني فتشرعن له ممارساته الوحشية ضد الفلسطينيين أولا ومن ثم ضد العرب والمسلمين وتقدم له أعتى الأسلحة وأكثرها تطورا لتبقى له اليد الطولى على أهل المنطقة إلى درجة أنها تقدمها له قبل دخولها في مجال الخدمة في الجيش الأمريكي ليكون الفلسطينيون وأهل المنطقة ساحة تجارب لأسلحتها التدميرية الفتاكة.
وفي مقابل ذلك تحاول تحميل الفلسطينيين مسؤولية تفجير الأوضاع مع أنه هو أي العدو الصهيوني من يفتعل الأحداث ويبذل جهده لتصعيدها ويسلط الضوء على ردات الفعل الفلسطينية في مواجهة تجاوزاته واعتداءاته واستفزازاته المتواصلة حتى يوهم العالم أن ما يقوم به دفاع عن النفس رغم أنه هو من يضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية الصادرة لصالح الحق الفلسطيني ويستخدم القوة المفرطة في مواجهة احتجاجات الفلسطينيين السلمية للتعبير عن مطالبهم ورفضهم لإجراءاته بشأن الأراضي المحتلة وحقهم في العودة وحماية مقدساتهم في القدس خاصة المسجد الأقصى فتبرر له ما يصنع مع أنها تشرعن له هجماته ضد أهلنا في قطاع غزة وحصاره له برا وبحرا وجوا وتأتي بممثلين لها إمعات ينفذون ما هو مطلوب منهم إرضاء لرئيس البيت الأبيض المتصهين وفريقه في العمل وللحكومات الصهيونية المتعاقبة "لايباك "اللوبي الصهيوني الحاكم الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية " والذي يجرهها إلى عالم المجهول .
فأين هو العالم الذي يدعو للسلام ولماذا الصمت العربي والإسلامي من ذلك وهل يجوز استمرار الحصار المفروض على أهل غزة منذ ما يزيد على العشر سنوات وما الهدف من وراء هذا الحصار وهل يجوز استمرار العدو الصهيوني في الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وعاصمتها القدس لإقامة مغتصبات عليها فإن كانت الولايات المتحدة تجيش الجيوش لكل من تشك فيه أنه قد يهدد أمنها فلماذا تسمح لنفسها بالعبث بأمن الاخرين وتدعم الكيان الغاصب رغم كل ممارساته اللاإسانية ضد الفلسطينيين.


عبد الحميد الهمشري
 كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
 Abuzaher2006yahoocom