مسح ونهب اليرموك جغرافياً ... يزيد من قيمته تاريخاً

بقلم: علي بدوان

تبعت عملية إخراج أعضاء التنظيمات المُسلحة المعارضة للدولة السورية، والموضوعة على قوائم الإرهاب الدولي، كتنظيم داعش، وتنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) من مخيم اليرموك، قيام حالة من الاستباحة لمخيم اليرموك، حالة يُمكن توصيفها بأنها قد (ونقول قد) تندرج وفق رأي البعض (ونقول وفق رأي البعض) في خانة «الانتقام والتنكيل»، حيث تم الاعتداء على الأملاك العامة وبناها التحتية وتدميرها، كتدمير خطوط نقل الطاقة الكهربائية وبنى المؤسسات الخدمية، ومنشأت وكالة الأونروا، وعلى الأملاك الخاصة لعموم سكان اليرموك من سوريين وفلسطينيين، واستباحتها في شكلٍ مُخزي، وغير مسبوق أيضاً، يُندى له الجبين، وتدُلُ على إنحطاطٍ قيمي واخلاقي، في مشاهد تُثير الأسى والمرارة ليس عند أصحاب تلك الأملاك الخاصة من الفقراء والمساكين، وذوي الدخل المحدود، وصغار الكسبة من العاملين والموظفين، بل عند كلِ مراقبٍ لمساراتِ المحنةِ السوريةِ. إنها ندبات كبيرة من ندبات المقتلة السورية.

نهب ومسح اليرموك جغرافياً ... يزيد من قيمته تاريخاً

بقلم/ علي بدوان