دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلى مواصلة تحشيد كافة الطاقات الوطنية لضمان أكبر مشاركة شعبية واسعة في إحياء مليونية ذكرى النكسة وصولاً لـ مليونية القدس الجمعة القادمة .
عن أية نكسة تتحدثون نكسة الإحتلال أم نكسة الإنقسام , يجب تحديد الموقف من النكسات , فنكسات فلسطين كثيرة وأهمها نكسة الإنقسام , وهي مميزة لأنها صناعة محلية وغير مستوردة , ويجب وضعها على رأس قائمة النكسات الفلسطينية لأنها الأكثر فتكا في لحمنا ودمنا وقوت يومنا .
عندما نتحدث عن نكسة الإحتلال عام 1967 نتذكر سويا أرضنا المسلوبة , وتتجدد فينا طاقة النضال والرغبة في تحرير الأرض , لأن من فعل هذا فينا هو عدونا في النهاية , ولا نستطيع أن ننكر أنه عدونا , ومواجهة عدونا لا تكون بالشعارات والهتافات إنما تحتاج منا سلوك الطريق الصحيح لتحرير الأرض , والتقرب الى الله , فكلنا بلا إستثناء نعلم جيدا الطرق الى الله وشروطه وأدواته , ومن ثم تحرير الأرض سيكون سهلا علينا ما دمنا متبعين هذا الطريق .
عندما نتحدث عن نكسة الإنقسام عام 2007 فنحن نتحدث عن الخيبة والعار والذل والدمار والإنحطاط والإنهيار , عندما نتحدث عن نكسة الإنقسام فنحن نتحدث عن كل ما تعنيه الكلمات من قبح وبشاعة , فلا أستطيع أن أعبر في مقالي عن مأساة الإنقسام فهي تحتاج صفحات كثيرة , ولكن يجب أن نتذكر أن حديثنا عن الإنقسام يوثق سطور العار في تاريخ فلسطين .
كان يجب على الهيئة الوطنية االعليا لمسيرات العودة ان تحشد المليونية "إذا كان فعلا هناك مليونية " لإنهاء الإنقسام والعودة الى الوحدة بدلا من العودة الى الأرض , لأن العودة الى الأرض تحتاج للعودة الى الله أولا , أما العودة الى الوحدة وإنهاء الإنقسام فيجب أن يكون لها الأولوية وعلى رأس خياراتنا .
أيها الفلسطينيون شعب وقيادة ونخبة وأحزاب , إن النكسة الحقيقية هي نكسة الإنقسام , فهي لا تحتاج ذكرى مثل نسكة الإحتلال لأنها تحفر في ذاكرتنا ليلا نهارا , وتنخر في عظمنا وتنهش في لحمنا وترسم وصمة عار على جبيننا , فيجب أن يكون نضالنا أولا وقبل أي شيئ ضد نكسة الإنقسام , لأنها أخطر بكثر من نكسة الإحتلال .
رغم أن الحديث في سطور لا يستطيع أن يوثق حجم الكوارث الناتجة عن الإنقسام , ولكن برأيي أن هذه الكوارث ستنتهي إذا ما إنتهى الإنقسام , ورغم أن الأحزاب السياسية المتصارعة هي المسئول الأول عن هذا الإنقسام , فيجب أيضا أن لا ننحي الشعب جانبا عن مسئولية هذا أيضا , فللشعب دورا هاما في إنهاء هذا الإنقسام , وأنا أرى أن الشعب مقصرا في حراكه ضد الإنقسام , فكان من الأولى أن يتحرك الشعب ضد الإنقسام قبل أن يتحرك لمسيرات العودة .
وأيضا يجب على الأحزاب السياسية التي تجيش لمسيرات العودة أن تجيش لمسيرات ضد الإنقسام , فنجاح العمل النضالي يكمن في الأولويات وليس في كثرة النشاطات , فمن الأولى لنا أن نتحرك ضد الإنقسام قبل أن نتحرك ضد أي شيئ .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح
غزة – فلسطين