الكويت وفلسطين .. مجددا

بقلم: اللواء محمود الناطور

فشل مجلس الأمن الدولي يَوْمَ الجمعة ١-٦-٢٠١٨م في تمرير مشروع قرار كويتي يطالب بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. فقد استخدمت الولايات المتحدة، “الفيتو” ضد مشروع القرار الكويتي. وحصل على 10 أصوات مؤيدة وامتناع 4 دول هي، إثيوبيا وبولندا وهولندا وبريطانيا، عن التصويت لصالح مشروع القرار.

ولعل هذا العجز الذي هو دائما العنوان الابرز والنتيجة الدائمة لاعمال هذا المجلس، الذي لطالما كان دائما وأبدا يقف غير قادر على التصدي للاعتداءات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ، مؤكدا على مبدأ راسخ من مباديء الشرعية الدولية الا وهو : العجز عن صياغة موقف حقيقي لأستعادة حقوق الشعب الفلسطيني ، على مدى سنوات الصراع الممتدة لسنوات طويلة ، تجاوزت السبعين عاما.
وبينما كان هذا الامر غير مفاجيء ، ولطالما تعودنا عليه، الا ان الموقف الحالي والوضع القائم ، اظهر انه لازال هناك دول تأبى الانقياد وراء إرادة الغطرسة والهيمنة ، تأبى ان تخضع للارادة الامريكية، وحليفتها اسرائيل ، في مساعيهما لفرض الوصاية على إرادة الأمة ومقدراتها ، وإعلان اسرائيل حارسا شرعيا على مصالح الولايات المتحدة الامريكية ، في المنطقة ، وتقنين اوضاع هذا الكيان ، من خلال فرض تطبيع علاقاته مع دول المنطقة بصورة اجبارية.
فقد قامت دولة الكويت بتحدي هذا الصلف الامريكي وتقدمت لمجلس الأمن بطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ، وذلك بالرغم من كل التحذيرات والتهديدات الامريكية ، بعروبة الكويت أبت الا ان تنتصر للحق العربي الفلسطيني ، فهذا الموقف هو امتداد لمواقف كثيرة لدولة الكويت نصرة للشعب الفلسطيني، ولعلنا نذكر جميعا هذا الموقف الرائع والخالد في ذاكرة الأمة ، والذي قام به رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، رئيس وفد الكنيست الإسرائيلي إلى مؤتمر البرلمان الدولي، نحمان شاي، واصفا إياه بالمحتل وقاتل الأطفال مطالبا بطرده من المؤتمر، وهو ما أدى بالفعل الى انسحاب الوفد الاسرائيلي من القاعة.
هذا الموقف وغيره يعيد الى الاذهان احتضان دولة ما يقارب نصف مليون فلسطيني عاشوا على ارض الكويت وكانوا جزء من نسيجها الوطني والاجتماعي ، كما ان الكويت كانت قد احتضنت الخلايا القيادية الاولى لحركة فتح ، وعلى رأسها القائد الشهيد ياسر عرفات والقائد الشهيد خليل الوزير ، والتي انطلقت من الكويت لتفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة.
ستظل الكويت نصيرا دائما للشعب الفلسطيني ، وستظل هذه الأمة بخير طالما كان فيها دولة مثل الكويت بمواقفها الرائعة والمناصرة للحق الفلسطيني في مواجهة آلة البطش والعدوان الإسرائيلية وهذا الصلف والغطرسة الامريكية.

بقلم: اللواء محمود الناطور ٢-٦-٢٠١٨م