هنا غزة.. اسمعوا وطرطقوا أذانكم

بقلم: سامي إبراهيم فودة

إن تناغم الأدوار والتلون كالحرباء بالمواقف حينما تقضتي الحاجة وارتداء الأقنعة الزائفة والعزف على سيمفونية أوجاع الجماهير باتت معزوفة مشروخة صدعت رؤوس الجماهير,فلم تعد تنطلي هذه الأراجيف على أحد ممن يحملون المسميات التنظيمية لإعفاء أنفسهم من الحرج التنظيمي أمام غضب الجماهير,فإنا زمن التصريحات والبيانات والاستنكارات والشجب وتسكين الناس بإبر البنج واللعب بعواطفهم قد ولى....,
فالأجدر من قيادة فتح حتى تصون نفسها وتحفظ ماء وجهها أن يكون لها موقفاً مشرفا بإعفاء أنفسهم من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية من هذه الجريمة,لان التاريخ لن يرحمهم ولا ينتظر منهم مهادنة في قضايا الوطن ومصير المواطن,فالتغريد خارج سرب صوت الجماهير الهادرة يعني اغتيال معنوي لهم وأمر فاضح على صمتهم المريب أمام هذه الجريمة وتدميراً للمشروع الوطني, حلم الشهداء والجرحى والأسرى البواسل وتطلعات أحلام أبناء شعبنا الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال,
فإنا احترامي لكم لا يكبح جماحي ولا يتنافى مع المطالبة بحقوق أبناء شعبي في قطاع غزة من الطفل الرضيع حتى الشيخ المسجي على فراش الموت,فلقد ضاقت صدور أبناء شعبنا الفلسطيني وانقطعت بهم السبل فأدار الغريب والقريب ظهره لهم ولم يبق في قوس الصبر منزع,وهنا أتساءل بالله عليكم من المستفيد من تدمير وشطب المؤسسات الوطنية والأجهزة العسكرية والمدنية في غزة والتي شيدها الأخ الشهيد أبو عمار ورفاق دربه بدماء الشهداء وعرق المناضلين الشرفاء وتسريح موظفيها على بند التقاعد الإجباري وإذلالهم بهذه الطريقة المهينة...
فأعلم أن الانقسام الكارثي هو أس المصائب والدمار والخراب وهم من يتحملوا الجزء الأكبر من ضياع الوطن وقتل المواطنين وتدمير مستقبل الشباب وتشرد وتشرذم عائلات بأكملها مع سبق الإصرار والترصد ولا أعفيهم من هذه الجرائم الإنسانية والوطنية والأخلاقية والقانونية,ولكن أنتم رجال الفتح حماة الوطن وأهل القضية فلا تتركوا غزة العنقاء وحدها مذبوحة من الوريد إلى الوريد,بعد أن جعلتوا من مناضليها متسولين بالملايين,
فأعلموا أن معاقبة أبناء شعبنا بلقمة العيش لن تنهي حالة الانقلاب البغيض الدامي كما يتصور الآخرين والله لو تدرجنا جميعاً بدمائنا وتناثرت أشلائنا على الإسفلت وفوق أسطح المنازل على أن تخرج حماس من مربع انقلابها قبل أن تحقق مرادها,تكونوا واهمين كل الوهم وهنا أخش ما أخشاه بعد أن شعرت الجماهير وأصابها اليقين بفشل إجراءاتكم مع إجبار حماس بجرها للبيت الطاعة أن تصبح إجراءاتكم نقمة ومردود سلبي عليكم من أهل غزة ....
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد..

بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة