في اجواء يوم القدس العالمي ، نؤكد على ان القدس ستبقى عاصمةً لدولة فلسطين ، عاصمة قلوب وأفئدة كل الأحرار في العالم، ورمزاً للسلام والمحبة والإخاء، وسيبقى أهل القدس بصمودهم الصخرة التي ستتحطم عليها كل مؤامرات التهويد ومحاولات شطب هويتها العربية وحضارتها الإنسانية.
وفي ظل هذه الظروف نرى ان يوم القدس العالمي يجب ان يشكل محطة استنهاض لكافة الشعوب العربية والاسلامية واحرار العالم باعتبار ان القدس تحظى بمكانة رفيعة لدى الشعوب ، لذلك نرى تعزيز الوحدة الوطنية وتطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني، ووقف سياسة سلطة الامر الواقع وما تقوم به من ممارسات خاطئة في قطاع غزة ، لأن الملحمة الوطنية التي يقوده الشعب الفلسطيني تثبت أننا أقرب من أي وقت مضى من تحقيق الاهداف الوطنية وتحرير القدس من دنس هذا الكيان الصهيوني المجرم، وبذلك نكون اوفياء لوصايا الشهداء جميعاً وخاصة شهداء وشهيدات مسيرات العودة.
ومن هنا نؤكد بأن يوم القدس العالمي ليس مجرد ذكرى إنما مناسبة عربية وإسلامية واممية لفك الحصار عن القدس وأهلها، لان ما يجري في المدينة أبشع واخطر مخطط يجري تنفيذه في ظل الانشغال العربي والإسلامي في قضاياهم الداخلية التي حركتها القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية ،ما أعطي كيان الاحتلال فرصة الاستفراد بالقدس وأهلها لتنفيذ اخطر مشروع تهويدي للمدينة وتصفية الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة ، خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية هذه البؤرة الاستيطانية الجديدة التي تضاف إلى تلك البؤر التي يؤسسها الاحتلال يومياً في المدينة المقدسة ضمن سياسة التهويد والاستيلاء على الأرض وعليه فإنه من حق شعبنا مقاومتها بكل الوسائل المتاحة.
ان الهجمة الامريكية الصهيونية التي تتم بشراكة من الأنظمة الرجعية العربية ، الذين يتحالفون في السر والعلن مع العدو الصهيوني، عبر التطبيع الثقافي والسياسي والاقتصادي يستهدفون بشكل مباشر على القدس ومكانتها وهويتها وحقوق اللاجئين الفلسطينيين وهويتهم الوطنية سواء بتشديد الحصار، مروراً ببلطجة الإدارة الأمريكية على القرارات الدولية عبر التهرب من التزاماتها المالية اتجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وتفتيت القضية المركزية كقضية تحرر وطني ومحاولة تحويلها إلى قضايا محلية سقفها مطلبي حياتي، ويأتي هذا كله في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والإجهاز على ثوابتها ومقومات صمود شعبها لتثبيت الرؤية الأمريكية الصهيونية حول ما أسموه بالسلام الاقتصادي، والذي بلورته وكثفته الإدارة الأمريكية فيما أسمته " صفقة القرن" والتي يواجهها الشعب الفلسطيني وقيادته في الضفة والقدس و قطاع غزة عبر المقاومة الشعبية وفي مسيرات العودة.
ختاما : لا بد من القول ان تضحيات الشعب الفلسطيني ودماء الشهداء تستدعي وحدة الوطن والدم الفلسطيني ، كما تتطلب من الاحزاب والقوى التقدمية تشكيل جبهة شعبية عربية وعالمية داعمة للجان مقاطعة الاحتلال ومقاومة التطبيع ، لأن كل ذلك يشكل رافعة حقيقية تسهم في التصدي للمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية عموماً والقدس على وجه الخصوص, وباقي التحديات الكبيرة التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية.
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي