مَسكتُ القلم والاوراق, وبدأت الكتابه عنك يا غزة العزة, يامن ذُقتِ الآلام وياله من مذاق, ولكنكِ, رغم كل ذلك ستبقين الشموخ, والعلا, والأعراق,
عزيمتكِ لا تموت بل بالإيمان ستحلق بالآفاق, إشتقنا لحريتك وفك الحصار اللعين عنكِ, وياله من إشتياق, أنت الأمل, أنت العز والفخر, والكرم والأخلاق, وثقي تماماً مهما طال أمد الظلام و مهما إحلولك الليل, فلا بد له أن ينجلي, ولا بد لهذا الحصار أن يزول.
نعم تقولينَ اليوم يا وحدنا وقد قالها يا وحدنا .. شاعرنا الفلسطيني الغائب الحاضر " محمود درويش" طيب الله ثراه بعد غزو إسرائيل للبنان عام 1982 من أجل القضاء على الثورة الفلسطينية, وقال مثلها قبله المناضل والأديب الشهيد غسان كنفاني رحمه الله, و قالها الفلسطيني في تل الزعتر , وفي حروب المخيمات التي تلت, وفي كل عدوان شنته الدولة المارقة التي تدعى ( إسرائيل ) على الضفة الغربية وقطاع غزة, وفي إنتفاضيته الأولى والثانية, وفي المقاطعة ابان حصار القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات, تغمده الله وأمطره بشآبيب رحمته, واسكنه فسيح جناته مع النبين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
قالها في حروبه ومواجهاته, وفي سلمه ومفاوضاته, ويقولها الفلسطيني الغزي كل يوم على الحدود والمعابر وفي المطارات. يقولها الفلسطيني الغزي الجريح المذبوح من أعماقه, المفجوع من الوريد الى الوريد بفقدان الأحبة,هذا الفلسطيني الغزي الذي يتغنى الجميع بحبهِ وتقديس قضيته على الهواء, وعلى الميكرفونات, ويتفنن الجميع في إذلاله وحصاره وتجويعه, نقولها وبالفم المليان كفى, كفى, كفى, يجب فك الحصار الملعون عن غزتنا رمز عزتنا, بأي وسيلة وبأي طريقة لأنها وللأسف الشديد واقولها وقلبي يعتصره الألم تحتضر, والسبب نحن قبل العدو الصهيوني, ( الإنقسام اللعين ) الذي يدمي القلب, وهو بحد ذاته وصمة عار , بل كارثة ودمار بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, والعدو الصهيوني فرح ومسرور بهذا, ومن خلفه امريكا, ومن يلف لفيفها من العربان , ملوك التطبيع وعلى رأسهم قطر, والسعودية " محمد بن سلمان", والإمارات " محمد بن زايد آل نهيان, يريد كل هؤلاء لهذا الإنقسام أن يستمر حتى يتمكنون من تنفيد ما يسمى صفقة القرن, وفصل غزة عن الضفة, وجعل القدس بشقيها الغربي والشرقي عاصمة موحدة لكيان الاغتصاب, وشطب حق العودة, وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم, وتصفية القضية الفلسطينية, وكما قيل " كلهم أروغ من ثعلب .. ما أشبه الليلة بالبارحة" , وفرض حصار جديد على الاخ الرئيس ابو مازن أو تصفيته بطريقة أو باخرى لأنه قال لا لصفقة القرن ورفض الخنوع والاستسلام, وصمد, وقاوم ومازال صامد ويقاوم, ألا يكفي يا سادة ؟ و يا قادة ومن كلا الطرفين, ولا أستثني أحداً أن تتعالوا على الجراج, وتحاصرون أو تلفظون كل من يغذي الانقسام, وتوجهون البوصلة با الاتجاه الصحيح نحو القدس, وتضعون برنامج وطني موحد طالما الجميع متفق الآن على المقاومة الشعبية والدبلوماسية الدولية.
ملاحظة : إن بقي الانقسام اللعين سيزداد هذا العدو الصهيوني وقاحة وتبجحا, وخاصة ونحن امام هذا الصمت الجنائزي العربي والخنوع والاستلام والتطبيع المجاني , وستبقى غزة تدفع الثمن, وستبقى الشهادة خبزها اليومي, وسيبقى شعبنا طعاما للرصاص والقذائف ! ختاما : يجب دفع رواتب موظفي غزتنا الحبيبة أسوة بموظفي الضفة الغربية دون تلكؤ فالوضع لا يحتمل, والمساواة بين الجميع حسب ما ينص عليه القانون الفلسطيني المعمول به, والله والوطن من وراء القصد.
بقلم/ فراس الطيراوي