هلَّ علينا شهر رمضان المبارك والأحوال في فلسطين تسوء يوماً عن يوم ، ولا أحد يحرك ساكناً نصرة لأهلها الذين يتقلبون على صفيح جمر الحراك الشعبي الساخن، في القدس وغزة هاشم ، وعربدة المغتصبين الصهاينة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، حول كل ما يحوط بالقدس وغلاف القدس وغلاف قطاع التصدي والتحدي والشهادة والصمود ، المحظور على شعبها حمل السلاح وامتلاكه أو محاولة الحصول عليه من منافذه البرية والبحرية والجوية ، المسيطر عليها صهيونياً والذي يتحرك أي العدو نحو نقل نفوذه إلى كل ما هو خارج حدود الأرض الفلسطينية ووراء كل ما هو محيط بها من خلال تطبيع العلاقات ، لرغبة في نفس زعماء البيت الأبيض الأمريكي الإنجيلي المحكوم من الآيباك الصهيوني في ذلك ، الذي لا يكل ساكنوه في سبيل تنفيذ مآرب اليهود في امتلاك فلسطين التي ستكون وفق تصوراتهم المنطلق بل المكان الذي ستكون فيه معركة سحق العرب والمسلمين وفق وجهات نظر دهاقنة السياسة من صهاينة ومتصهينين لديهم ، لهذا تسعى جاهدة لطمس اسم فلسطين وإلغاء الوجود الفلسطيني تمهيداً لليوم الموعود لتلك المعركة الفاصلة التي ينتظرون حصولها على أحر من الجمر، وها هو ينقضي الشهر الفضيل والأوضاع في الأرض المحتلة تؤول من سيِّئ إلى أسوأ وأهلنا هناك لا يستكينون ، يقارعون عدوهم بكل ما أوتوا من قوة ، ويبتدعون أساليب جديدة في النضال ، وينتظرون فرج الله وإسناده وعونه .لكن كلمة حق تقال وسط هذا الصمت الرهيب تحرك الكويت مشكورة نصرة لأهل فلسطين في مجلس الأمن ضد الممارسات الصهيونية التي أفشلت ما كانت تزمع عليه المهووسة صهيونياً مندوبة أمريكا والآيباك الصهيوني في مجلس الأمن "هيلي" من إدانة لنضالات أهل غزة وقلبها الطاولة عليها بطلب توفير الحماية الدولية للفلسطينيين الذي لاقى شبه إجماع دولي فحالت عن صدوره استخدامها حق النقض " الفيتو " تجاهه في أكبر صفعة دولية لواشنطن .
لك الله يا قدس ، ولكم الله يا أهلنا في الأرض المحتلة ، ولك الله يا أقصانا الحبيب ، ولكم الله يا أحبابنا من حوله الذين يذودون عن حياضه وتقارعون عدواً مدججاً بالسلاح .. لك الله يا غزة ، قطاع الصمود والشهادة ومسيرات العودة ، الذي لقن أهله العدو درساً بل دروساً في المجابهة والابتكار في أساليب النضال ، فطائرات أطفالك الورقية أدخلت الوهن في نفوس الأعداء المغتصبين الصهاينة وفعلها بات أشد وقعاً من فعل هدير الطائرات العملاقة ودوي الانفجارات والصواريخ ، فهم عاجزون عن مجابهتها رغم بساطتها ورغم كل ما يملكون من إمكانيات تقنية متطورة جداً وذكية فطوبى لصنيعكم ، لشهدائكم ، لجرحاكم ، لأطفالكم ، لنسائكم ،لرجالكم شيباً وشبانا ، فقد نصبتم جسور العودة إلى فلسطين التي باتت دروبها أقرب من حبل الوريد.
فسلام إلى القدس والأقصى الأسير وكل مقدساتنا وأهلنا الصامدين في كل فلسطين وقطاعنا الصامد قطاع العزة والكرامة.
* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
Abuzaher_ [email protected]