الطائرات الورقية سلاح الفلسطينيين.. في مواجهة القبة الحديدة

بقلم: غسان مصطفى الشامي

يبدع الفلسطينيون دوما في مقارعة الاحتلال الصهيوني وابتكار أساليب جديدة تزعج الكيان وتضج أركانه، وهذا الشعب يواجهه دولة عسكرية حديثة بما تمتلكه من ترسانة وسلاح نووي فتاك؛ إلا أن هذه الدولة كيان ضعيف وهش أمام صمود وبسالة أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث أصبح الاحتلال وما يتملكه من قوة عاجز عن مواجهة الطائرات الورقية التي يرسلها الصبية على أرضنا المحتلة خلال مسيرات العودة السلمية ..

اهتمت وسائل الإعلام في الكيان بسلاح الطائرات الورقية وكيفية استخدامه من قبل الفلسطينيين وهذا السلاح أصبح فتاك حيث تسببت الطائرات الورقية باشتغال المئات من الدونمات الزراعية في المستوطنات وأصبحت هذه الحرائق الشغل الشاغل للكيان في كيفية مواجهة هذا الأسلوب الإبداعي في المقاومة، ومنذ بدء مسيرات النكبة في الثلاثين من مارس/ آذار الماضي وتعرضت الكثير من ( الكيبوتسات ) الزراعية للحرق وقد كبدت الصهاينة الخسائر والأضرار الكثيرة وبملايين الشواكل .

لقد أصحبت الطائرات الورقية  من الألعاب المفضلة لدى الأطفال في مخيمات العودة لتصبح هذه الألعاب القابلة للاشتعال مصدر إزعاج وألوان شؤم على المحتلين الصهاينة، وحتى القبة الحديدية لا تستطيع إسقاط الطائرات الورقية وليس من المعقول تشغيل القبة الحديدية لإسقاط طائرة ورقية لا تكلف شيئا في الحسابات المالية.

وتحدثت صحيفة ( يديعوت احرونوت ) الصهيونية، أن الأطفال الفلسطينيين مستمرين بإطلاق الطائرات الورقية المحملة بعلب معدنية مشتعلة، ما تسبب بإحراق حقل إلى الشرق من مدينة غزة الثلاثاء الماضي، فيما طالب جيش الاحتلال المزارعين الصهاينة في ( الكيوبتسات ) الزراعية بضرورة توخي أعلى درجات الحيطة والحذر والانتباه لأي طائرة ورقية في الأجواء والإبلاغ عنها في أسرع وقت ممكن وقبل أن تنتشر نيرانها في مساحات واسعة مع الأراضي، حيث ذكرت القناة الإسرائيلية السابعة: "إن جيش الاحتلال فتح النار صوب طائرة ورقية عند حدود قطاع غزة، والتي ضربت الأشجار والمزروعات في غلاف غزة وتسببت في نشوب حرائق".

وقد أعدت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرا مفصلا عن طائرات غزة الورقية تحدثت فيه أن "هناك سلاحا جديدا يستعمله الفلسطينيون في غزة منذ عدة أيام، يتمثل في إرسال طائرات ورقية موصولة بزجاجات حارقة إلى الجانب الإسرائيلي"، وأكدت الصحيفة العبرية أن قوات الاحتلال وطواقم الإنقاذ تنتشر على طول الخط العازل، استعدادا لتحديد ومعالجة جميع حوادث حرق الأحراش، كما طلب الاحتلال من  الجمهور الإسرائيلي  بضرورة توخي الحيطة والحذر وإبلاغ مركز الطوارئ عن أي حريق غير اعتيادي في المنطقة.

وقبل أيام توجهت قيادة جيش الاحتلال الصهيوني  بمناشدات  عاجلة للصناعات الجوية العسكرية (الإسرائيلية) ولهواة تطيير الطائرات الصغيرة بأجهزة التحكم عن بعد لإيجاد حل يمكن من خلاله التغلب وهزيمة ظاهرة الأطباق الورقية الحارقة المنطلقة من قطاع غزة، وقد ذكر موقع ( مفزاك ) العبري ان الجيش الصهيوني وجه دعوة  لكل من هو معني بالأمر للحضور لاجتماع أمني عسكري خاص في ( هرتسليا)  ليعرض حلولا ويطرح أفكارا يمكن من خلالها إيجاد حل لظاهرة الأطباق الورقية التي تطلق من قطاع غزة.

الفلسطينيون يبدعون في مواجهة ومقارعة المحتلين، وهم يدافعون بكل الوسائل الشعبية والسلمية المتاحة من أجل أرضه ووطنه السليب، وسط مواصلة الكيان جرائمه ضاربا عرض الحائط كافة المعاهدات والمواثيق الأممية، وإن هذه الدماء الطاهرة التي روت أرضنا المباركة لن تذهب هدرا بل ستتواصل قوافل الشهداء وستسمر معركتنا ومقارعتنا للاحتلال  حتى تحرير أرضنا من دنس الغاصبين ..

أصحبت الطائرات الورقية مسيرات العودة تشكل أرقا دائما ومتواصل لجيش الاحتلال حيث أصبحت جبهات الحدود مع القطاع مشتعلة دوما وتطلب المزيد من الجهود من أجل ضبط هذه الحدود والسيطرة عليها ومنع انفجار الضغط الجماهيري على المستوطنات المحاذية؛ حيث مثل استخدام سلاح الطائرات أو الأطباق الورقية رعبا حقيقا للكيان في ظل الفشل الذريع في مواجهة هذه الأطباق ومنع استمرار اشتعال الحرائق في مزارع المستوطنين.

إلى الملتقى ،،

مقال / غسان مصطفى الشامي

[email protected]