أفق فاعل في الوقت الضائع

بقلم: طلال الشريف

وصلت الحالة الفلسطينية لنهايات مرحلة كانت من أسوأ مراحل تاريخ قضيتنا، ولا ندري بماهية المرحلة المقبلة ولكن بالتأكيد لن تكون بسوء ما نحن فيه فقد شربنا المر من غير كاس وإزهقنا من حكم عباس وحماس.

مرحلة مضت لونها الدم والنفاق والتآمر والكذب والرشوة بكل أنواعها، مرحلة إسترجلوا علينا وعلي شعبنا من الرئيس والتنظمات والأجهزة الأمنية وموزعي الكوبونات وممسكوا الوظائف وسراق مال الشعب وصار الشعب أضعف طرف في نظرهم وإضرب أين ما شئت في هذا الشعب فالشعب لن يتحرك.

نعم معركة الحكام مع شعبنا كانت من طرف واحد وكما عادة الحكام بالمسدس والدولار بتحكم اللي ما بينحكم.

مرحلة ضاعت بها عشر سنوات علي جيل كامل خارج الوظيفة وخارج فرصة عمل وخارج تكوين أسر شابة بتأخر الزواج لتأخر الزمن عن الآف من الشباب والصبايا بسبب الانقسام ومرضي ماتوا نتيجة الانقسام وعلاجات لم تتوفر نتيجة الانقسام وطلبة فقدوا فرصة السفر ولم يكملوا تعليمهم وعمال وموظفين ومهنيين حرموا من الحركة خارج الوطن ليعيلوا أسرهم ناهيك عمن هم خارج الوطن وما عانوه بسبب الخلافات والانقسام من قلق وحنين لعدم تمكنهم من زيارة ذويهم في قطاع غز ة ولعل أسوأ ما تعرض له فلسطينيي قطاع غزة هي الحروب التي دمرت كل شيء بعد أن دمر السياسيون كل الآمال والثقافات وعبثوا بنفوس المواطنين فجلبوا لهم الاكتئاب والاحباط والقلق والأرق وكل أمراض الضغط النفسي والعصبي ناهيك عن الضغط والسكري والجلطات والفالج وإدمان التتن والراتب النتن.

ولذلك شعبنا يحتاج وقتا طويلا للخروج من هذه الوصمات علي حياته وصحته العضوية والنفسية ولابد من صناعة الأمل وعلاج المرض.

وهنا أفق جديد ويمكن تفعيله في نهايات هذه المرحلة وفي الوقت المتبقي في نهايات مرحلة وبدء مرحلة ولكي لا يكون هذا الوقت وقتا ضائعا لديا فكرة لهذا القطاع وأهله وهي فكرة ليست للبيع أو الشراء وليست للمزايدة والفزلكات فلم تحمينا كا فزلكاتكم.

هي فكرة يمكن لشعب قوي العزيمة مثل شعبنا أن يقوم بها ويفعلها دون خجل فهي تعاون ومشاركة بالمعني السياسي والاجتماعي بين كل المواطنين و تطهير للنفس بالمعني الديني وهي ثورة علي النفس بالمعني الثوري لتجديد الطاقة نحو كرامة وشرف وسلوك أفضل في مرحلة قادمة نكون فيها أقوي وأكثر فهما وقناعة بأن الخلاص جماعيا وليس فرديا .

الفكرة هي أن نعترف كشعب بأننا هزمنا هزيمة نكراء وبأن الحكام إنتصروا علينا والمهزوم يحتاج الإعداد للمباراة القادمة ليحرز النصر والإعتراف يحتاج خطوته التالية وهي الاعداد والنجهيز فأعدوا وجهزوا بشرط إدراك حقيقي كيف هزمنا ؟

هزمنا بجهل السياسة والثقة في الاحزاب وهزمنا حين قبضنا رشوة قبل الانتخابات وهزمنا حين رضينا بالفساد لأن بعضنا إستفاد من الفساد وأفاد بعضنا وهزمنا لإننا رضينا برشوة صغيرة مع أننا بالحق والفهم لنا حقوق أكبر بكثير مما رشونا به .. حقوقكم أكبر من كل الرشوات ولا تعودوا لما رضيتم به من عوج وجهل في الحساب وانصياع لكلام الدجالين فأنتم أكبر من كل الحكام لو إبتعدتم عن رشواتهم.

د. طلال الشريف