الكاتب الكويتي الهدلق يغرد خارج السرب والموقف الكويتي الرسمي والشعبي المناصر للقضية الفلسطينية

بقلم: علي ابوحبله

في الوقت التي تسجل فيه دولة الكويت موقف متقدم في دعمها للقضايا العربيه وفي مقدمتها القضيه الفلسطينيه وفي وقت يقف فيه غالبية الشعب الكويتي لجانب الحق الفلسطيني يخرج علينا الكاتب الكويتي المتصهين عبد الله الهدلق بتغريدات اقل ما يقال عنها انها وصمة عار في جبين الاعلام العربي الذي من المفروض اغلاق جميع الابواب امام هذا الكاتب الذي بلغ حدا من الوقاحه باتت تتطلب ان تتخذ بحقه من قبل نقابة الصحفيين الكويتيين والنقابات الصحفيه العربيه اجراء رادعا لردعه عن القيام بكتابات وتغريدات يندى لها جبين كل عربي .
" فقد قال الكاتب الكويتي عبدالله الهدلق إن اليهود هم أصحاب الأرض ومخيمات اللاجئين هي المكان الطبيعي للفلسطينيين.
وأضاف الهدلق عبر تويتر "أعظم وباء فتاك أبتليت به الأمتان العربية والإسلامية منذ سبعين عاماً هو وباء القضية الفلسطينية! التي اخترعناها وانشغلنا بها وليس لها وجود..".
وكان الكاتب الصحفي الكويتي شن هجوما شديدا على الفلسطينيين والقضية الفلسطينية واصفا إياها بـ”الخاسرة”، وأن الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب “حقارة وغدرا”، داعيا إلى عدم ملامته في اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال “الهدلق” في تدوينة له عبر حسابه “تويتر:” متظاهرون ( فلسطينيون ! ) يحرقون صور الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد في قطاع غزة ، بعدما بذلته المملكة العربية السعودية من مليارات لدعم قضيتهم الخاسرة . – هل هناك أحقر وأكثر غدراً وخيانة من فصيلة ( الفلسطينيين ! ) . – لا تلومونا اذا أكدنا أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل”.
هذا الموقف المخزي للهدلق وامثاله يتطلب موقف عربي رسمي رادع وموقف نقابي وشعبي اقله فيما يتعلق بتصريحاته بحق القدس واقواله وتغريداته تشكل رده عن الاسلام وخروج عن العقيده الاسلاميه وباتت تتطلب من علماء الاسلام اصدار فتوى ضد كل من يقر ويؤكد ان القدس العاصمه الابديه لاسرائيل كما جاء في تدوينة وتغريدة الهدلق
وقد سبق الكاتب الكويتي “المتصهين” عبد الله الهدلق أنه لا يوجد شيء اسمه دولة فلسطين، مشيدا بإسرائيل باعتبارها دولة مستقلة ذات سيادة ولا يعترف بها إلا المستبدون. واستشهد بذلك بقول الله تعالى "بالسؤال إن كانت إسرائيل "كيانا غاصبا"، ردّ الكاتب راجعا إلى القرآن وقال "دينيا الآية رقم 20 من سورة المائدة تثبت أن بني إسرائيل لهم الحق في الأرض المقدسة (وإذ قال موسى: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)".
وهنا نود أن نقول ردا على هذا الادعاء المخالف لتفسير الايه والمقصود الشرعي منها وبادئا ذي بدء فان سيدنا موسى عليه السلام لم يدخل الأرض ألمقدسه بسبب عصيان بني إسرائيل لأوامر الله وخروجهم عن طاعة سيدنا موسى "( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ( 24 ) قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ( 25 ) قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ( 26 ) )
وبالرجوع إلى الكتب السماوية نجد أن فلسطين كانت قبل مبعث سيدنا إبراهيم عليه السلام تسود فيها الوثنية وعبادة الأصنام وسيدنا إبراهيم عليه السلام جد الأنبياء " وهو جد اسحق وإسماعيل " لم يكن فلسطينيا أصلا وإنما جاء من العراق ودخل فلسطين وعلى سبيل الحصر نابلس حينما " قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين " أي أنني ساترك العراق وآزر بسبب عبادة الأوثان إلى بلد آخر قد أجد فيه مكان خصبا لهذه الدعوة التوحيدية فجاء إلى نابلس ومات ودفن في الخليل ،
وهرطقات الكاتب الكويتي الهدلي بشان القدس وعدم ملامته الاعتراف فيها عاصم هابديه لاسرائيل ... بداية نقول له خسئت فالقدس كانت وستبقى فلسطينيه عربيه اسلاميه .... وقوله وادعائه الباطل غير المبرر ... تقودنا إلى الفتوحات الاسلاميه و دحض ادعاءاته وأكاذيبه وجهله في القران وفي التاريخ والاستخفاف بعقول المسلمين ونسرد نص ألعهده العمرية وهي تدحض ادعاءات الهدلي وغيره من المتصهينيين
"هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبناهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم، ولاتهدم، ولاينتقص منها، ولا من خيرها، ولا من صُلُبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم ..

وقصة العهدة العمرية..
منذ أبرمت الوثيقة العمرية والقدس تحظى بعناية المسلمين على نحو عنايتهم بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.

في سنة 15 هجرية - أي بعد وفاة الرسول (عليه الصلاة والسلام) بخمسة أعوام - تمكن المسلمون من فتح كثير من بلاد الشام على إثر معركة اليرموك ، ودانت لهم حمص وقنسرين وقيسارية وغز ة واللاذقية وحلب ، وحيفا ويافا وغيرها . وقد اتجه لفتح بلاد فلسطين قائدان مسلمان هما: عمرو بن العاص ، وأبو عبيدة بن الجراح الذي إليه يُعْزَى فضل إدخال بيت المقدس في الإسلام ، وكانت تسمى بإيليا.

وكان المسلمون قبل تقدمهم لفتح بيت المقدس (إيلياء) قد اشتبكوا مع الروم في معركة حامية الوطيس هي: معركة أجنادين ، وانتصروا فيها بعد قتال شديد يشبه قتالهم في اليرموك ، وفرَّ كثير من الرومان المهزومين ومنهم "الأرطبون" نفسه إلى إيلياء .
وقد تقدم المسلمون بفتح (إيلياء) في فصل الشتاء ، وأقاموا على ذلك أربعة أشهر في قتال وصبر شديدين ، ولما رأى أهل إيلياء أنهم لاطاقة لهم على هذا الحصار ، كما رأوا كذلك صبر المسلمين وجلدهم وأشاروا على (البطريرك) أن يتفاهم معهم ، فأجابهم إلى ذلك ، فعرض عليهم أبو عبيدة بن الجراح إحدى ثلاث: الإسلام أو الجزية أو القتال ، فرضوا بالجزية ، والخضوع للمسلمين ، مشترطين أن يكون الذي يتسلم المدينة المقدسة هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نفسه رضى الله عنه !!

وقد أرسل أبو عبيدة بن الجراح إلى أمير المؤمنين عمر بما اتفق عليه الطرفان ، فرحب عمر بحقن الدماء ، وسافر إلى بيت المقدس هو وخادمه ومعهما ناقة واحدة فقط يركبها عمر مرة وخادمه مرة، وبعد رحلة طويلة شاقة وصل الخليفة عمر وخادمه إلى مشارف القدس.. وصعد صفرونيوس (البطريرك) وبطارقته إلى أسوار القدس ونظروا إلى الرجلين القادمين.. فأخبرهم المسلمون بأنهما ليسا سوى عمر وخادمه.. فسألهم صفرونيوس: أيهما عمر..؟ فأخبره المسلمون: إن عمر هو هذا الذي يمسك بزمام الناقة ويخوض في الماء والوحل الذي أمامه ويومها كان يوما ممطرا وخادمه هو الذي يركب الناقة.. فذهل صفرونيوس والبطارقة.. حيث إن كتبهم تذكر منذ عهد المسيح أن هناك خليفة للمسلمين اسمه مكون من ثلاثة أحرف سوف يتسلم مفاتيح مدينة إيليا، ويكون ماشيا على قدميه عند وصوله إلى المدينة ويكون خادمه هو الراكب على الناقة لأن الدور له في الركوب. هنا تأكد صفرونيوس وبطارقته من صدق ما ورد في كتبهم وتأكدوا من صدق الدين الإسلامي وعدالته وسماحته.. وفتحوا أبواب المدينة للخليفة عمر.. فدخلها سنة 15هـ - 636م، وكان في استقباله "بطريرك المدينة صفرونيوس" وكبار الأساقفة ولم يفكروا في أي مفاوضات، أو تردد حول تسليم مفاتيح القدس إذن لقد اقتنعوا بمساواة الإسلام وديمقراطيته قبل أن يجهر العالم بالعدل والمساواة والديمقراطية في العصور المتأخرة. وبعد أن تحدثوا في شروط التسليم انتهوا إلى إقرار تلك الوثيقة التي اعتبرت من الآثار الخالدة الدالّة على عظمة تسامح المسلمين في التاريخ ، والتي عرفت باسم العهدة العمرية.

ونظرًا لمكانة هذه الوثيقة في الحضارة الإسلامية ؛ ولأنها دالة أبلغ الدلالة على مدى تسامح الفتوحات الإسلامية والفاتحين المسلمين ، نظرًا لهذين الاعتبارين أوردنا نصَّها الذي تكاد تجمع عليه المصادر التاريخية الوثيقة. وهذه الوثيقة دالة أبلغ الدلالة - كما ذكرنا - على أصالة التسامح الإسلامي من جانب ، ودالة على المكانة التي تتبوأها القدس من جانب آخر ، ولعل التاريخ لايذكر إلى جانب صفحة هذه الوثيقة صفحة أخرى من تسامح الأقوياء المنتصرين مع المحاصرين المستسلمين على النحو الذي ترد عليه بنود هذه الوثيقة.

ولعل أية دراسة نقدية لبنود هذه الوثيقة تكشف عن مدى التسامح الإسلامي الذي لانظير له في تاريخ الحضارات.
ومنذ أبرمت هذه الوثيقة التاريخية الخالدة ، وبيت المقدس تحظى بعناية الحكام المسلمين على نحو قريب من عنايتهم بالمسجد الحرام والمسجد النبي الشريف .
وقد تعاقب عليها الحكام المسلمون من الراشدين إلى الأمويين إلى العباسيين إلى بنى طولون الإخشيديين إلى الفاطميين إلى السلاجقة ، فالمماليك فالأتراك ، وكلهم يوليها الاهتمام الجدير بها.

وقد ظلت إسلامية عربية منذ العهدة العمرية الآنفة الذكر سنة (15هـ- 636م) حتى سنة (1387هـ - 1967م) باستثناء فترة الحروب الصليبية (1099م - 1187م).

وقد توالت عصور التاريخ الإسلامي والمسلمون يعاملون أبناء الأديان الأخرى في القدس وغيرها أفضل معاملة عرفت في التاريخ لدرجة أن المؤرخ الإنجليزي الكبير "أرنولد توينبي" اعتبر ظاهرة التسامح الإسلامي ظاهرة فريدة وشاذة في تاريخ الديانات.
وكان أهل الذمة الأصليون يعاملون كأهل البلاد الأصليين دائمـًا لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم في إطار ما نص عليه الإسلام ، وقد نص القرآن على معاملتهم بالحسنى ، ومجادلتهم بالتي هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم ، كما أوصى الرسول بهم خيرًا ، وقد كان الخليفة العباسي هارون الرشيد يعامل الزوار النصارى للقدس المعاملة الإسلامية المعتمدة لأهل الكتاب ، وقد سمح الرشيد للإمبراطو ر "شارلمان" بترميم الكنائس ، وفي سنة 796م أهدى هارون الرشيد "شرلمان" ساعة دقاقة وفيلاً وأقمشة نفيسة ، وتعهد بحماية الحجاج النصارى عند زيارتهم للقدس ، لذلك كان شرلمان يرسل كل سنة وفدًا يحمل هدايا إلى الرشيد.

وقد زار القدس في القرن التاسع عشر "برنار الحكيم" وذكر أن المسلمين والمسيحيين النصارى في القدس على تفاهم ، وأن الأمن مستتب فيها ، وأضاف قائلا : وإذا سافرت من بلد إلى بلد ومات جملي أو حماري ، وتركت أمتعتي مكانها ، وذهبت لاكتراء دابة من البلدة المجاورة سأجد كل شيء على حاله لم تمسه يد.

إن الوثيقة العمرية لم تقم على مجرد أصول إسلامية عامة في العلاقات الدولية ، بل قامت على أصول إسلامية خاصة ومحددة تتصل ببيت المقدس ، وعلى أصول مرتكزة على كتاب الله وسنة رسوله وسلوك المسلمين من بعده ، فإن المسلمين منذ أربعة عشر قرنـًا ينظرون إلى بيت المقدس نظرة تقديس ، على أنه مركز لتراث ديني كبير تجب حمايته ، وهم يربطون ربطـًا كاملاً وثيقـًا بين المسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى في القدس ، وينظرون إلى القدس نظرة تقترب من نظرتهم إلى مكة.

فإليهما يشدون الرحال ، وفي كليهما تراث ديني ممتد في التاريخ ، فإذا كان أبو الأنبياء إبراهيم قد وضع قواعد الكعبة في مكة ، فإن جسده الشريف يرقد على مقربة من القدس في الخليل ، فيما يرى كثير من الرواة والمؤرخين ، وإذا كان المسلمون في كل بقاع الأرض أصبحوا يتجهون في صلاتهم إلى المسجد الحرام ، فإنهم لاينسون أن نبيهم محمدًا وأسلافهم الصالحين قد اتجهوا قبل نزول آيات تحديد القبلة إلى الكعبة اتجهوا إلى المسجد الأقصى أولى القبلتين ، وما زالت مدينة الرسول (عليه الصلاة والسلام) تضم مسجدًا يُسَمّى مسجد القبلتين شاهدًا حيـًا على الترابط الديني بين مكة والقدس ، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى.

وإذا ذ كر المسلم بحسه الدينى الممتد ووعيه التاريخي الإسلامي بيت المقدس ، فإنه يذكر أنه المكان الذي كلم الله فيه موسى ، وتاب على داود وسليمان ، وبشر زكريا ويحيى ، وسخر لداود الجبال والطير ، وأوصى إبراهيم وإسحاق أن يدفنا فيه ، وفيه ولد عيسى وتكلم في المهد ، وأنزلت عليه المائدة ، ورفع إلى السماء وفيه ماتت مريم ، إن هذا هو موقف المسلم من الأنبياء وتراثهم ومن بيت المقدس ، وهو موقف يقوم على التقدير والتقديس والشعور بالمسئولية الدينية والتاريخية.

وعلى العكس من هذا الإجلال الإسلامي لبيت المقدس ، وللأنبياء والأخيار الذين اتصلوا به كان موقف اليهود.
فكل هؤلاء الأبرار الذين ذكرناهم وغيرهم قد نالهم من اليهود كثير من الأذى ، ولولا عناية الله بهم لما أدوا رسالتهم ، ولولا تنزيه القرآن لهم ودفاعه عنهم لوصل تأريخهم إلى البشرية مشوهـًا بتأثير تحريف اليهود عليهم ، وظلمهم لهم ، وكما نقلنا عن توراتهم في النصوص السابقة .
إن المسلم إزاء كل هذا يحس بمسئوليته الدينية العامة تجاه بيت المقدس ، باعتباره مركزًا أساسيـًا لتراث النبوة .
ووفقـًا لتعاليم الإسلام ، فإنه ليس مسلمـًا من لا يحمي تراث الأنبياء كل الأنبياء من التدمير المادي أو التشويه المعنوي ، وهو الأمر الذي سعى إليه اليهود في كل تاريخهم على مستوى الفكر حين حرفوا التوراة ، وابتدعوا التلمود وملئوها بما لايرضي الله ولا يقبله دين سماوي ، وعلى مستوى التطبيق حين عاثوا في كل بلاد الله الفساد ، وحاربوا كل الأنبياء وأشعلوا الحروب ، وجعلوا أنفسهم شعب الله المختار ، وبقية الشعوب في منزلة الكلاب والأبقار ، ولذا ينبغي على المسلم الصادق جهادهم دفاعـًا عن شريعة الله الحقة، واستنقاذًا لتراثهم المعنوي والمادي.

إن المؤرخ الإنجليزي الموسوعي الأستاذ "أرنولد توينبى" صاحب أكبر دراسة للحضارات ، وأحدث نظرية ظهرت في تفسير التاريخ ، قد تنبه إلى هذا الخطر الذي يتجاهله الكثيرون في العالم ، والذي يوشك أن يهز البناء الإنساني كله . وقد وجه في سنة 1955م نداءً إلى الشعب اليهودي في إسرائيل وإلى العالم كله يقول لهم فيه: "لاتقترفوا أخطاء الصليبيين" . ويقول لهم فيه أيضـًا : لقد كان التخلف والتفسخ والفوضى والفساد يسيطر على العرب فصال الصليبيون وجالوا ، وانتصروا في عشرات المعارك ، وهددوا واستفزوا ما شاء لهم زهوهم وخيلاؤهم معتقدين أنهم قادرون على طرد العرب ، وطمس معالم العروبة و الإسلام بحد السيف ، كما اعتقد حكام إسرائيل بعد كل جولة منذ عام 1948، غير أن انكسارات العرب المتتالية في عهد الصليبيين قد فتحت عيونهم على عيوبهم ، فعرفوا أن سر قوتهم في وحدتهم وتفانيهم ، ووراء صلاح الدين ساروا فقطفوا ثمار النصر يوم 3 تموز/ يوليو 1187م في حطين.

وفي النهاية يطالب "توينبي" الأقلية اليهودية أن تعيش كأقلية مع العرب والمسلمين في أمن وسلام.

والحق الذي يستأهل أن يضاف إلى ما ذكره "توينبى" الذي سجل نداءه قبل أحداث 1967م أن قمة المأساة في قضية القدس هي مأساة القدس ، فإن الأفراد والجماعات على السواء هي مخلوقات عابرة وذات أجل وتنتهي مآسيها بزوالها عن الحياة ، ولكن هذا الشيء لاينطبق على الحضارات التاريخية ، والتي تشكل أبنيتها وحجارتها وأزقتها وأماكنها المقدسة وذكرياتها والارتباط بها ، رمزًا تاريخيـًا وحضاريـًا لايمكن نسيانه ، إنها روح وجزء من دين وأنها حضارة وتاريخ ، وهذا هو حال الفلسطينيين والعرب المسلمين مع القدس وفلسطين .

وهذا حقيقة ما يجهله الكاتب المتصهين الكويتي عبد الله الهدلق وغيره من الكتاب المتصهينون يدلون بدلوهم بافتراءات وأكاذيب واستخفاف بالعقول وهم مأجورون وجهله بشرع الله والتاريخ ,
الكاتب عبد الله الهدلق يروج للدعايه الصهيونيه ويبدوا انه امتداد لليمين المتصهين الامريكيه التابعين للكنيسه الانجليكيه وهو في مواقفه وتغريداته يقف في مناصرة المستعمر المحتل الذي يحتل ارض الإسلام ويحاول تدنيس قدسية القدس والمسجد الاقصى فان الهدلق يكون قد قلب المعايير في تغريدة العار التي كتبها في موقع تويتر ، الهدلق لا يختلف عن نتنياهو واحزاب اليمين المتطرف والمتصهين حين يزعم بحق الكيان الاسرائيلي بقتل الاطفال والشباب ذكورا واناثا ، فاي دماء تجري في عروق عبد الهدلق وامثاله من المتصهينيين والمرتزقه الذين يسخرون من كتاباتهم ما يخدم اسرائيل ويبررون لها عدوانيتها تجاه الشعب الفلسطيني .
ونختم ونذكر الهدلق وامثاله بالاية الكريمه
" وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ "
ونستشهد بقول الكاتب والصحفي السعودي تركي الشلهوب، فقد علق على تصريحات الإعلامي الكويتي، بقوله: "صهاينة العرب فاقوا أسيادهم الصهاينة بالصهينة!!".

المحامي علي ابوحبله