يظن البعض انه يجب اختيار القائد حسب مقاييس جديدة، تأخذ بعين الاعتبار، الوزن على القبان، طول القامة، لون العينين والغرة على الجبين.
أحد طوال القامة يظن نفسه فوق الجميع، لأنه حقا ينظر إلى زملائه من فوق بسبب قامته الأطول من قوائم الزملاء.
باختصار حلم على رئاسة بلدية قرطبة، وكان واثقا ان الطريق ممهدة، بلا حفر، بلا منافسين يجرؤون على منافسته. غير ان الرياح لا تجري كما تشتهي السفن.
نام الليل الطويل مطمئنا انه الرئيس القادم. علاقاته مع قادة التنظيم، من الراحلين حتى اللاحقين، تبعث على التفاؤل والثقة بانه لا يسير عكس اتجاه حركة السير. لكن بغفلة من الدهر هزم امام أحد الأعضاء غير المحسوبين. اثار زوبعة لأنه على دراية ان المعركة الانتخابية تريد رجلا يحمل صفاته، وليس شخصا مغمورا، ما زال يرضع من اثداء التنظيم. انتظر ان يقرر التنظيم اختياره كمرشح معتمد بناء على صفاته، لذا يجب اصلاح الخطأ حتى لا تكون الخسارة مرعبة. فهو الوحيد القادر على تبوء القيادة بقامته، بوزنه وغرته على الجبين.
تأخر القرار الذي ينتظره طويل القامة. والفائز أعلن انه هو الرئيس القادم لبلدية قرطبة الاسبانية. ما زال تنظيمه بلا قرار رسمي يؤكد من هو المرشح للمنصب الهام. فهم ان التنظيم دخل في إشكالية وفوضى كبيرة طولا وعرضا، لكن الأمل لم يغادر صدره.
سال نفسه وهو يلاحظ ارتباك التنظيم مع المرشح الفائز والمرفوض:
- ما هو الفرق بين تنظيم سياسي ومصحة للمرضى العقليين؟
جاءه الجواب من نبيل عودة: الفرق بسيط، في مصحة الأمراض العقلية توجد إدارة حكيمة.
منذ أسابيع وهو يرسل اشارت انه يائس. وان قرطبة لم تعد بلدة تستحق العيش فيها. هدد بالهجرة من اسبانيا، تدخل الزلم وأقنعوه ان استقالته الآن بالغة الخطورة على الانتصار الذي يحلمون به، وانه بعد فوز المرشح المغمور، سيكون له الدور الحاسم في صناعة القرار .. وربما عزله وتنصيبه رئيسا.
لكن هذا الكلام لا يقنع قط ابن يومين.
كان يعرف ان تنظيمه بورطة، وعاجز عن اتخاذ قرار يرضيه. وكل الحلول ستزيد ورطة التنظيم.
بعد ان أيقن ان الحال ثابت وأن اختياره من المحال، قدم استقالته، طبعا كان بإمكانه أن يتهم أيضا الرئيس ترامب انه وراء فشله وفشل ترشيحه لرئاسة بلدية قرطبة الاسبانية ..
لكن ترامب لا يفهم اللغة العربية، ربما كيم رئيس كوريا الشمالية يساهم في دعمه؟!
كان لا بد ان يتهم أحدا ما بفشله .. بعد تفكير مبدع لم يستغرقه وقتا طويلا وجد ضالته.
اذن يتهم علي سلام رئيس بلدية الناصرة، بصفة الناصرة أشهر مدينة عالمية، وهو ينقل الأمر الى بقايا العرب في قرطبة، فالأقربون أولى بالمعروف. بذلك تصل الرسالة الى التنظيم، فيسارعوا لقرار ينقذ قرطبة وبلديتها من الفوضى.
اتخذ قراره، كان على ثقة ان صاروخ "استقالة –1" سيترك البلدية ورئيسها ونوابه والموظفين بوجوم وارتباك شديد، يكون نموذجا لما ينتظر بلدية قرطبة إذا لم يفز بالرئاسة.
شبكات الأخبار العالمية غطت هذا الحدث الرهيب، الذي سبب زلزالا أرضيا خطيرا جدا، لدرجة ان نفط ابن الكعبة نسي ما صرح به نفط ابن الكعبة قبل دقيقة.
الأمم المتحدة أعلنت انها ستعقد اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي لدراسة تأثير الاستقالة على البيئة في العالم، وهل تشكل خطرا يرفع أكثر من حرارة الأرض؟
الدول الأوروبية اصيبت بحالة رعب خوفا ان تسبب الاستقالة ازمة اقتصادية وسقوط قيمة اليورو، وربما يجري فك السوق الأوروبية المشتركة.
الاستقالة قد تسبب ارتفاعا كبيرا بأسعار النفط بحيث يصل سعر البرميل الواحد لما فوق ال 200 دولار، بينما سعره اليوم لا يتجاوز ال 50 دولارا، وعندها سيشهد العالم العودة للحمير والخيل والجمال كوسائل للمواصلات ..
شرطة إسرائيل عززت صفوفها بتجنيد فرق من الجيش، حتى لا ينهار امن المواطنين ويبقى الردع فعالا رغم الأزمة العالمية .. وانتفاضة الطائرات الورقية الحارقة في غزة، وجهزت القبب الحديدية لمواجهة أي صاروخ استقالة إذا انتقل فيروس الاستقالة من قرطبة لبلديات في إسرائيل !!
لكن الخطر الأكبر ان تنهار تفاهمات لقاء العصر التي وقع عليها الرئيسان الأمريكي والكوري الشمالي، بلقائهما في سينغافورا.
الحل ان تنطلق الجماهير قبل فوات الأوان، تطالب بعودة طويل القامة أبو غرة على الجبين، الى النشاط وان يكون المرشح المعتمد، بذلك تستعيد الأرض مسارها ويستتب الأمن الدولي.
يا سكان العالم، كونوا على حذر .. يجري تطوير صاروخ "استقالة-2" .. ليصل الى سواحل أمريكا إذا لزم الأمر!!
ربما اللقاء القادم في سينغافورا سيكون بين ترامب وطويل القامة للحد من أزمة صواريخ "استقالة"، وقد يعرض عليه ترامب ان يستقر في نيومكسيكو ويرأس بلديتها!!
نبيل عودة