بسم الله الرحمن الرحيم
(ما على القارئ بأس لو انزعج ، فالانزعاج من الحق مكرمة ، وأن تنزعج للحق فهذا أفضل من أن تنبهر بالباطل "فرج فودة")
كانت منظمة التحرير الفلسطينية في نظرهم خائنة ولا تمثلهم ، وفجأة منظمة التحرير صارت طموح لهم بدخولها والسيطرة عليها !!!
كانت القضية اسلامية وفلسطين من النهر إلي البحر وفجأة أصبحت القضية إنسانية وتحسين الوضع المعيشي لغزة وموافقة علي دولة علي حدود 1967 !!!
كانت اتفاقية اوسلوا خيانة وبيع للوطن ، وفجأة أصبحت اتفاقية مقبولة والعضوية بمجلسها التشريعي طموح وهدف ، وامتيازات اوسلو صارت حلال !!!
كانت السلطة فاسدة ويتم قذفها بأبشع التهم ، فجأة أصبحت السلطة حلماً لهم والحكومة قمة طموحهم !!!
كانت الانتخابات حرام شرعا ولا يجوز المشاركة بها ، وفجأة أصبحت حلال حلال والتصويت مطلب شرعي وديني والمشاركة بالانتخابات انتصار للإسلام !!!
كان الرمز أبو عمار خائن وباع الوطن وقالوا فيه ما لم يقل مالك في الخمر ، وفجأة أصبح قائداً ورمزاً ويرددوا شعاراته وأقواله ويتباكون عليه !!!
كان الاعتقال السياسي جريمة ، وفجأة بعد أن أصبحوا حكام صار الاعتقال السياسي مصلحة للوطن وحماية للمشروع الاسلامي !!!
كانت الشاليهات والمنتجعات فسق ورجس وحرام ، وفجأة أصبحت كل البلد منتجعات وشاليهات وحلال حلال مادامت تجبي الأموال !!!
كانت المواكب الرئاسية والوزارية والقيادية حرام وفجور وفساد ، وفجأة أصبحت عز وافتخار وضرورة مهمة وحلال !!!
كانت المفاوضات مع الاحتلال حرام شرعا ، وفجأة أصبحت حلال حلال ومصلحة وطنية ويلهثون خلفها !!!
كان الدخان حرام شرعا ، وفجأة أصبح تجارة رابحة وجباية ضرائبه حلال حلال طالما تدخل خزينتهم !!!
كان المرافقين والحراسات حرام فعمر بن الخطاب كان يسير وحيدا ، وفجأة أصبحت مهمة جدا وأمن وأمان وضرورة وحلال !!!
كانت المقاومة السلمية عمل جبان ولا حل الا بالبندقية والكفاح المسلح والجهاد المستمر ، وفجأة أصبحت المسيرات السلمية إنجاز وطني وطريق صحيح وشجاعة ومجدية !!!
أنا أتفهم المتغيرات السياسية والبرغماتية والواقعية ، ولكن هكذا لم أعد أعرف شو الي كان وشو الي صار !!!
وما كان خيانة يصبح فجأة مصلحة وطنية ، وما كان حرام يصبح حلال ،
وما قالته منظمة التحرير وحركة فتح قبل 30 عام ويتم تخوينه ومحاربته يصبح فجأة نهج لهم ، تلتحقوا بعد عشرات السنوات بما فهمته مبكرا وانتهجته منظمة التحرير وحركة فتح فهذا جيد رغم أنه كلفنا دم وتضحيات كثيرة ، ولكنه يتطلب أن تتوقفوا عن الاتهامات والتخوين والتشكيك بغيركم ، وأن تعيدوا كل حساباتكم وتعملوا مراجعات شاملة لما سبق ، وأن تسلموا الأمر الي أهله ومن سبقوكم نضالاً وفكراً ووعياً سياسياً وأن تقتنعوا أن الوطن للجميع وأن لا بديل عن الشراكة الوطنية ، وأن الدين لله والوطن للجميع ، والدين طاهر ويجب المحافظة علي طهارته بإبعاد رجال الدين عن السياسة حتي لا يتشوه الدين ،
( إننا جميعاً في حاجة إلى إعادة توزيع الأدوار من جديد .. ليتكلم رجال الدين في الدين، وليتكلم رجال السياسة في السياسة، أما أن يرفع رجال الدين شعارات السياسة ارهابا ويرفع رجال السياسة شعارات الدين استقطابا فهذا هو الخطر الذي يجب أن ننتبه له .. فإذا كنا نرفض تدخل الدين في السياسة فإننا أيضاً ندين تدخل السياسة في الدين .. إن تسييس الدين وتديين السياسة وجهان لعملة واحدة "فرج فودة")
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
22-6-2018