أميريكا ترامب تسعى لفك العزلة الدولية عن الكيان الصهيوني ودمجه في المنطقة العربية وتصفية القضية الفلسطينية من خلال الترويج لصفقة القرن ... والمدخل الحل الاقتصادي والبعد الانساني لأزمة غزة واغلاق الافق السياسي الذي يؤدي الى ادامة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والبحث عن حلول جزئية للقضية الفلسطينية خارج الشرعية الدولية واسقاط مبدأ حل الدولتين ....!
لكن الرفض والمقاومة والصمود الفلسطيني المستمر والدعم العربي والتأييد الدولي المتصاعد للحقوق الوطنية الفلسطينية التي تقضي بانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس...
كفيل بأفشال هذه الصفقة التصفوية بل وسيؤدي الى ادخال امريكا ترامب في عزلة دولية مع الكيان الصهيوني..
وهذا يقتضي تصليب الوحدة الوطنية الفلسطينية والاسراع بأنهاء ملف الانقلاب والانقسام ومايترتب عليه من تسليم كامل للسلطة من سلطة الانقلاب في غزة إلى حكومة التوافق الوطني وتمكينها من ممارسة صلاحياتها كاملة واغلاق كافة الثغرات التي بات الانقلاب والانقلابيون يوفرونها لمناورات امريكا والكيان الصهيوني من خلال تحويل القضية من قضية سياسية الى قضية انسانية في قطاع غزة...
إن الإرادة الوطنية تحتم على ابناء شعبنا في الوطن وفي الشتات الالتفاف حول ممثله الشرعي والوحيد م.ت.ف وعلى راسها الرئيس محمود عباس الذي يقود المواجهة الديبلوماسية في الساحة الدولية بثبات واقتدار..
في مواجهة الصلف الصهيوامريكي..
وما احتدام المواجهة السياسية والديبلوماسية مع الادارة الامريكية الا مؤشر هام على عمق ازمة الكيان الصهيوني الذي بات في حالة انكسار حقيقية ... وعزلة دولية لم يسبق لها مثيل .. ولن تجدي معه نفعا ... سياسات وعطاءات ترامب وادارته ... التي كشفت عن تخليها ومحاربتها لابسط القواعد والقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد وتحمي الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني...
كما ان الرهان الامريكي الصهيوني على فقد القضية الفلسطينية لحاضنتها العربية والدولية ما هي الا اوهام في راس كل من نتن ياهو وترامب ... سوف تصطدم بحقيقة المواقف العربية والدولية التي لايمكن لها ان تتجاوز الشرعية الدولية وتتوافق مع هذة الاوهام المرضية .. لأن جميع دول العالم باتت تدرك معنى الامن والسلام في فلسطين والمنطقة واهميته وما يعود عليها وعلى جميع دول العالم والذي لا يتأتى الا من خلال احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس..
ان ثبات الموقف الفلسطيني ورفضة لهذة الخطة التصفوية وما يملكه من قوة ناعمة او خشنة ان اقتضى الامر ..... سيعطي نتيجة واحدة وهي الفشل الذريع لهذه الخطة وللسياسات الامريكية الصهيونية المجافية للحقوق الوطنية الفلسطينية.....
والمنافية لقواعد القانون والسلوك الدوليين ..
وما انسحاب امريكا من منظمة حقوق الانسان ... وقبلها اليونسكو ..... والحبل جرار الا مؤشرات واضحة على فشل هذه السياسات الأمريكية وتخبطها .. ويمثل سقوط اخلاقي بإمتياز .... وهو محل ادانة واستهجان من جميع دول العالم ..
متى ستدرك ذلك الادارة الامريكية الترامبية وتعود الى رشدها وتلتزم قواعد القانون الدولي والمنظمات الدولية وتحترم وتلتزم بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشأن الصراع العربي الاسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية....؟!
يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ..
صدق الله العظيم...
وأن غدا لناظره لقريب...
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس