ان زيارة كوشنير للمنطقة تعتبر جس نبض وأن ما يؤكد هذا القول هو ان كل من التقى بهم من زعماء عرب أو رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والذى اطلعه المبعوث الامريكي على كل التفاصيل التي يحملها من افكار او مقابلات القادة العرب.
فاننا نري بأن ماطرحه كوشنير صهر الرئيس الامريكي من مشاريع اغاثية وانسانية أو اقتصادية سواء عمل ميناء أو مطار أو محطة كهرباء او محطة تحلية لمياه البحر اوالمنطقة الصناعية والتجارية على الحدود المصرية الفلسطينية دون حل القضية الفلسطينية حلا سياسيا حسب القرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية واهمها المتعلقة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي وتقرير مصير الشعب الفلسطينى واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وقضية حق العودة للاجئين حسب القرار الاممي (194) بغير ذلك لا اتصور ان القيادة الفلسطينية قادرة على اعطاء اي موفقة على اي صفقة او مبادرة تطرح لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس ابومازن وكل الفصائل والحركات ومكونات الشعب الفلسطني فى الداخل والخارج وقد تجسد هذا الموقف فى رفض السيد الرئيس للألتقاء بالوفد الامريكى الذي يزور المنطقة وعلى راسة السيد كوشنير صهر الرئيس الامريكي.
وايضا هذا ماأكد عليه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للمبعوث الامريكي كوشنير اثناء لقاءهما الاخير بالقاهرة حيث اكد على انه مع اي اجراءات لأغاثة غزة من خلال تقديم تسهيلات ومساعدات وعمل وتنفيذ مشاريع اقتصادية لغزة ألا أن ذلك لاينهى الصراع فى المنطقة.
ولكن لكي يكون هناك أمن واستقرار بالمنطقة لابد من حل القضية الفلسطينية حلا سياسيا عادلا متمثلا بأقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية و هذا ماأكد علية ايضا الملك عبدالله الثانى ملك الاردن ومعظم من التقى بهم السيد كوشنير.
ان الادارة الامريكية تحاول ان تضغط بكل ما لديها من امكانيات ووسائل وادوات لكى تمرر هذه الصفقة وهذا واضح من خلال وقف نسبة كبيرة من المساعدات الامريكية التى تدفعها لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين و عدم التجديد والسماح لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالعمل والضغط على القيادة الفلسطينية التى اعترضت على قرار الرئيس الامريكي ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس الشرقية.
وعلية فانه لايمكن القول او الجزم بان هذه الافكار التى تطرحها الادارة الامريكية من خلال مبعوثها كوشنير تكون صالحة لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي او ان يكتب لها النجاح رغم الظروف السياسية والاقتصادية والامنية التى تمر بها الدول العربية ورغم الحصار المفروض على قطاع غزة والذي تسبب بتقيد حركة وتنقل ابناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وتسبب بالبطالة والفقر وعدم توفير الحد الادنى من متطلبات الحياة الكريمة التى نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة وتحمل الاحتلال الاسرائيلى المسؤلية عن كل مايحدث من انتهاكات لهذه الاتفاقية وعدم تحمل المجتمع الدولى المسؤلية الدولية بالزام الاحتلال الاسرائيلى بالقانون الدولى .
بقلم د.عبدالكريم شبير الخبير بالقانون الدولي