من القبيح حتي الجميل ومن أفظع حالات الإرهاب حتي أقصي حالات الرومانسية حدثت ومازالت علي الهواء مباشرة وأمام كل الخلق بعد أن أصبح الفضاء ملون والبث لا ينقطع حتي أثناء النوم نري ذلك في الأحلام وما عاد شيء يدهشنا أبناء هذا العصر.
لو مات الناس أو عاشوا فلا أحد ينظر للوراء سربعة هي اللحظات سريعة هي السويعات والأيام ولكنها متشابهة نذهب معها كل يوم إلي السوق فنري نفس بضاعة الأمس ونطير من بلد إلي بلد فكلهم متوحدون في سريعات النقل.
الوجوه العابسة والعصبية والإستعجال هو ما يوحد الخلق جميع الخلق أصبح يحسب حصاد يومه وما سوف ينفق وهل يكفي الحصاد مهما كبر .
كل الخلق في أزمة مادية مهما كان عملهم ومهما كانت وظيفتهم ولذلك لا شيء يدهش وما عاد سوا المال مدهش رغم إفلاس الجميع بنهاية اليوم.
غدا يحتاج خطة والخطة تحتاج خطة إحتياط فقد ترتفع الأسعار فجأة وقد لا تجد ما تريد فجأة وقد تحدث الحرب فجأة فتحتاج خطة ثالثة للطوارئ لقد تعبنا من المعاناة وطال المشوار.
فقد تسافر قد يفتح المعبر لتعبر ولكن إلي أين؟ إلي المتاهة فالعالم يعييشك في متاهة اللجوء والبطالة والعبوس اليومي لسجناء الأكل وقلة النوم فأين تنام وكيف تنام يسلخون آدميتك قبل منحك الإقامة وقبل الحصول علي الجنسية.
لا شيء عاد مدهشا فكل الأشياء حدثت وخزنها العقل الغزاوي ولا جديد فغدا هو الأمس ماذا تريد؟ أريد أن أفعل شيئا مهما، وهل هنا في هذه الأحوال ما هو مهم؟
الأيام والساعات والحوادث والكلام والأغاني والأماني وأسماك البحر وثعالب الغابة ولصوص الطرقات وسراق الأحلام لا يختلفون ولا شيئ مدهش ولا شيء يدهش.
إسرقوا ما شئتم فما عدت أهتم فسرقاتكم لا تدهشني فقد تعودنا علي طريقتها مادام لا أحد يحاسب وهل السرقة هي ما عادت مدهشة أم عدم المحاسبة الذي لا يدهش؟
لا ندري فكل الأشياء تتكرر وليس لها طعم ولا رائحة أخبار الحروب تتكرر وقرارات الأمم المتحدة تتكرر ودمنا وجرحانا وشهدئنا وأسرانا هم كل يوم يتكررون ولا شيء جديد وليس بها ما يدهش الحاكم أو المحتل أو المختل.
هو أو هم ، ذاك أو أولئل هنا وهناك فالتصرف متطابق ولذلك لا يدهشنا أحد أو أي شيء، الزواج لا يدهش، الموت لا يدهش والأكل والشراب لا يدهش وحتي الجنس لا يدهش بعد فضائح البورنو والشاشات فما عاد شيء يدهش حين تبرز تفاصيل الأشياء من أصغر الذنوب حتي أبشع الجرائم ومن أدق التفاصيل حتي ما بعد الشذوذ.
القتل والإبداع في التعذيب أصبح روتينيا وقمع المحتجين أصبح قانونا وقطع الأرزاق أصبح فنا وكوميديا سوداء فلم يعد للإنسان ما يستطيع ستره فكل شيء تعري من أصغر العقوبات حتي أفظع القادة والشخصيات ومن كذابي الزفة والفهلوين الذين مازالوا يندهشون مع كبر حجم الزعيم وسرعة تدفق الدولار ومع كل حقبة حكم يرقصون وكل شيء فينا أصبح علي الهواء مباشرة وطوال الوقت إفتح الهواء والفضاء وستجد عزام إن لم تجد رجوب والآف مشايخ الفتوي من الظرطة إلي الحكة مش مقصرين ومن ضرر الناموس إلي ضرر أمريكا وروسيا ومن دواعي الغسل من الجنابة لدواعي التبرع لبناء مسجد ولو أنها متوقفة ومن فتاوي الصبر علي المحن لفتاوي التيمم لإنقطاع الماء والكهرباء وهدلوك طلع سبب تأخر الرواتب تحويلها بالغلط لسويسرا فأنتظروها لحين تغسل وتعود لذلك لاشيء مدهش ولا شيء يدهش ومن فتاوي حرمة الفرجة علي الفرنجة لتحليل الفرجة علي ميسي ورونالدو وحتي ظهور يأجوج ومأجوج فالقيامة قائمة والهرج والمرج متواصل وصافرة الحكام متوقفة رغم صافرات الإنظار من الأبواق مع ظهور صدر أو عجز مذيعة فضائية أو بيت شعر للفرزدق يصف الحال.
حتي نجوم السماء التي كانت لها أياما جميلة لم يعد أحد يستطلعها وحتي البحر الذي يحرك مشاعر المشاعر للصغير والكبير لم يعد يدهش ولكن ما الذي بقي يدهشنا يا مدهش ؟
صعب هذا السؤال وإجابته تحتاج وقتا والذي يجيب علي هذا السؤال هو مدهش بالتأكيد.
بلد كل اللي فيها ماشيين ولا عارفين وين رايحين أليس ذلك مدهشا لشعب لم تعد ندهشه الحياة ؟
الشعب عايش مع الانقسام وضارب كوع وبيكتب عالفيسبوك ما عاد شيء يدهش.
لا شيء يدهش لا شيء مدهش إن عزيز دويك صار رئيس السلطة ستين يوم والا عشرين سنة ما صرنا عارفين اللي بييجي زي اللي بيروح لا تزعلوا ولا تلموا حجار ، الأبواب مخلعة وما عاد في نجار لكن في تجار كان أبو عمار نجار وبعديه صار الكل تجار.
لا شيء يدهش هنا الكلب والقط والفار في بلدنا في حالة حوار وبطل مدهش لشعبنا إن كانت الأرض كروية أو محاسن بنت أم عطية غجرية ولمحاسن الصدف بطل في كابونات تحرز وبدهم يجيبولهم ككس مكس أمريكويورواني مضروب قبل الطبخ عالخلاط خلاط كبير ياخد كل قادة الشعب الفلسطيني ويخلطهم مع الحصمة بلكي يبان إلهم صاحب خلتونا شحدين ككس في الآخر كان الرز والطحين أشرف.وصاحبت صاحب طلع حمساوي بدو يمارس سنوات شرعيته الانتخابية يعني أربع سنين كمان دون حصار وبحرية تامة لإنو الفتحاوية والباقيين حاصروهم وما أخذوا راحتهم في الحكم بعد الانتخابات وأنا لم أندهش مش قلتلكوا ما عاد ما يدهش وهاي شوط القملة وهاي شوط البرغوت واللي ما ينزل يصبح في بيروت.
د. طلال الشريف