ما يهمنا الآن أن عباس وحماس مسؤولان عن ترهل الوضع الفلسطيني رغم موقفهم المعلن برفض الصفقة وهذا في السياسة لا يكفي ولا يعفيهم عن مسؤوليتهم عن دمار عناصر صمود المشروع الوطني بما فعلوه وهو ظاهر للأعيان وما هذا الغموض الكبير في عدم إتمام المصالحة إلا مؤشرا علي تدخل خارجي أصغر من أمريكا فكيف سيتصدي عباس وحماس لصفقة القرن ودولة مثل قطر تلاعبهم وتلعب بهم فهل نصدقهم بأنهم قادرين علي التصدي لأمريكا وهذا ليس تقزيما لفعل شعبنا ولكن لإرتباطهم بأجندات ومحاور تفرض أجندتها عند الحاجة ولا نريد العودة لشرح ما حدث من تخريب للمصالحة بطقيعة الحمدالله وتكبيرها لمحاولة اغتيال بل كانت واضحة من له مصلحة في تخريب المصالحة في مواجهة الدور المصري الذي اقترب كثيرا من النجاح في تنفيذها.
وهنا لابد من فهم الأمور بشكلها الحقيقي ،هناك محوران يعملان في الملعب الفلسطيني والمحوران يعملان تحت السقف الامريكي ولخدمته فإن تأخر أحدهما يتقدم المحور الثاني حتي تتم الصفقة ولا داعي لتكبير مواقف ستتغير سريعا فمن يده في جيبك يتحدث ويتصرف بما تريد ..
اذا قرر شعبنا وليس تنظيماته التصدي لأي مشروع فقد ينجح في تأخير تنفيذ المخطط أو تتغير الظروف في صالح حراك شعبي لا يجعل من حماس وعباس مقررين عن الشعب الفلسطيني وهذه ستحدث في حالة الفوضي التي ستندلع في بلدنا نتيجة مصالح المحورين المشتبكين في المنطقة وبتطورات صراعهما ستكون أرضنا هي مسرح العمليات القادمة وأبناء شعبنا هم ضحايا صراع المال السياسي الذي غرر بهم فتحزبوا وجهلوا السياسة وخدعها وبدخول أحزابنا مصيدة المحاور ستتغيير أوضاعنا للأسوأ في سياق تغيير المنطقة والله يحفظ شعبنا ..
د. طلال الشريف