الذكري الخامسة لثورة يونيو ...وسقوط الاخوان !!

بقلم: وفيق زنداح

كما توقع الجميع في ذلك التاريخ الثلاثين من يونيو وثورة شعب مصر ضد حكم الاخوان باعتبار أن وجودهم في سده الحكم كان بحسب كافة التوقعات مرحلة استثنائية ....لأوضاع استثنائية ..... ولفوضى استثنائية .
كافة المحللين أجمعوا على ان حكم الاخوان من خلال محمد مرسي لن يستمروا اكثر من عام ..... لفشلهم ....واتخاذهم لمسار مغاير ..... وما حملته فترة وجودهم وحكمهم من مسار متناقض مع مصر وشعبها ومؤسسات الدولة المصرية .
ما بعد خراب ودمار وحالة من الفلتان الأمني ..... وما شهدته البلاد من حالة فوضي وارباك ما بعد يناير 2011 وحتي ما قبل سقوط حكم الاخوان ...وفشلهم في ادارة شؤون البلاد ....وبعد أن تأكد شعب مصر بحسه الوطني ....وتجربته الغنية ....ومن خلال كافة شرائحه الاجتماعية والثقافية ..... ويقظه ووعي ووطنية مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها القوات المسلحة وأجهزة الامن السيادية ....والشرطة المدنية ....ومؤسسات الازهر الشريف والكنيسة
اجتمع الجميع على كلمة الفصل ....والقول الاخير .....أن الثلاثين من يونيو ..... ثورة الشعب المصري ضد حكم الاخوان .... وضد الاستبداد والاستعباد والتمترس وراء شعارات دينية ....وضد هذا الحكم المصنع بفعل مؤامرة كونية...... جاءت بجماعة الاخوان عبر بوابة الديمقراطية المزيفة ..... واستغلال الظروف الاستثنائية وكأنه قد حان الوقت لحكم البلاد ......والتحكم بأكبر دولة عربية قومية وبشعب عظيم ذات حضارة عريقة من خلال شعارات كاذبة ومضللة صاحبت الحقبة الزمنية المسماه بثورات الربيع وهي بالحقيقة ثورات الربيع الامريكي الصهيوني .
الشعب المصري وقد وقف مجتمعا على مواجهة تحدياته ..... مدركا بحسه الوطني على ضرورة استنهاض طاقاتهم ....وتغليب مصالح الوطن على المصالح الضيقة ..... لجماعة اخوانية ارهابية ...ولبعض المنتفعين ممن لهم ارتباطات خارجية حاولوا أن يرسموا معالم الطريق لمصر .... وادخالها بأتون مواجهة داخلية ....والعمل على تقسيم البلاد الي طوائف ومذاهب .
فشل الاخوان ....وانتصرت ارادة المصريين ... بدعم مؤسساتهم الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة ..... ارادة مصرية وجدت نفسها ....امام لحظة الحقيقة لاعلاء الصوت ....واظهار الحقيقة الساطعة ....وتأكيد الموقف الوطني القومي ..... للكنيسة والازهر الشريف .... ولعموم شعب مصر أن مصر العربية لن تكون اخوانية ..... ولن تكون بخانة الاستكانة والاستسلام للمصاعب والازمات .... والتحديات العاصفة .
مصر بشعبها بشيبها وشبابها ...ونسائها ....خرجت بالثلاثيين من يونيو باكبر حشد مليوني ..... كان بحسب التقديرات ما يزيد عن الثلاثين مليون مصري مطالبين باسقاط حكم الاخوان وعزل محمد مرسي العياط ..... وتأكيد الحكم الوطني بالنظام السياسي المصري وفق مكانة ودور مصر .... ومهامها الداخلية والخارجية ..... والتي أكدت عليها عبر كافة المراحل التاريخية من خلال مؤسساتها السيادية وسياستها الخارجية ....والتي أكدت بصورة دائمة وثابتة على وطنية هذا الوطن المصري وعروبته .....كما أكدت على مصريتها وعدم استسلامها لمشاريع الاخونة ..... التي تم التخطيط لها .... بفعل ما يسمي بثورات الربيع
شعب مصر الذي رفض القبول والخنوع بحكم الاخوان على عكس ارادته ورؤيته القومية والوطنية ....وادراكه العميق لما يجب أن تكون عليه الدولة المصرية..... مما دفع بالملايين بأكبر حشد شعبي لثورة شعبية جماهيرية ارتقت بأهدافها وتوجهاتها دون جهة منظمة .....ان مصر للمصريين ..... وأن مصر الوطنية ومصالحها العليا تقتضي انهاء حكم الاخوان وارجاعهم الي حيث يجب أن يكون عليه .
لقد كانت فترة حكم الاخوان فترة عصيبة زادت من حده الأزمات ...كما كان لها تأثيرها السلبي على مجمل اليات الانتاج وحركة رأس المال ....ونسبة الاحتياط النقدي ....وحالة الفلتان الامني ....وعلى مجمل مناحي الحياة المصرية التي تأثرت بصورة واضحة نتيجة هذا الحكم الاستثنائي الذي كان يجب التخلص منه بارادة شعب مصر .
أدرك المصريون منذ اللحظة الاولي خطورة حكم الاخوان ..... فكان قرارهم الوطني بوقف هذه المؤامرة الكونية وأدواتها المحلية .... داخل مصر وفي المنطقة العربية بأسرها .
كانت ثورة يونيو التي مهدت الطريق لانتخابات ديمقراطية ....كان قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي فاز فوزا ساحقا بفعل ارادة المصريين ..... ليقوم بتنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية الشاملة ..... بكافة مناحي الحياة المصرية ....والتي شملت كافة الخدمات والطرق وشبكات الكهرباء ....ومجمل البنية التحتية اضافة لمشروعات الاستثمار والشراكة الاستثمارية .....من خلال المشروعات الضخمة والتي زادت من معدل العائدات التنموية ونسبة الاحتياطى النقدي ...... كما كانت المشروعات الكبري وأهمها المدن الجديدة .... وتعبيد ألاف الكيلو مترات من الطرق وفتح قناة السويس الجديدة من خلال حركة تنموية شاملة ....ومعالجات اقتصادية جذرية قامت بها مصر بعهد الرئيس السيسي ....ولا زالت تواصل طريقها بفعل ارادة والتفاف المصريين حول نظامهم السياسي من خلال الدولة ومؤسساتها ....وحاجتهم للمزيد من الاصلاحات الادارية والاقتصادية والتنموية والتي بدت ملامحها الاولية ....على مجمل مناحي الاقتصاد المصري .
لقد شهدت مصر نقله نوعية ..... اقتصادية .... وعلى صعيد الامن الداخلي ..... كما شهدت تطورا ملحوظا على صعيد السياسة الخارجية والعلاقات مع جميع دول العالم والقائمة على المصالح .... والأولويات التي تخدم مصر وشعبها .....والتي تؤكد على ثبات الموقف المصري وتوازن السياسة الخارجية القائمة على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول .
مصر ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو ....وبالذكري الخامسة من هذه الثورة المجيدة وما تشهده مصر من تطور ملحوظ على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والخدماتي .....تشهد مصر أيضا المراحل الأخيرة للقضاء على جماعات الارهاب التكفيري من خلال العملية الشاملة سيناء 2018 ...وما تشهده تلك العملية من ضربات استباقية لانهاء الوجود الارهابي التكفيري الذي تم زراعته بعهد الاخوان ..... والذي يشهد حالة تراجع ملحوظ وانهاء لوجودهم ..... على أرض الكنانة .
ثورة الثلاثين من يونيو ستبقي محفورة بذاكرة المصريين ...وبذاكرة الامة العربية ....وسيسجل التاريخ ان مصر بثورة شعبها ...والتفات قواتها المسلحة وأجهزة الدولة المصرية استطاعت أن توقف مخطط كبير ...... حول اخونة المنطقة من خلال أخونة مصر وحكمها .
مشهد الحقيقة الساطعة ....وقد بات واضحا وملموسا ومكشوفا أمام اعين الجميع .....فمن تم تضليله بفعل الة اعلام مضلل ومخادع ....وشعارات كاذبة .....قد أصبح اليوم امام مشهد الحقيقة الساطعة .....أن ثورة الثلاثين من يونيو كانت ثورة شعب ...... أراد أن يرسم واقع ومستقبل بلاده ..... بما يخدم مصالحه الوطنية .....ومصالح أمته العربية .
كل التهنئة لمصر وشعبها ....وقائدها الرئيس السيسي بالذكري الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو والتي تؤكد على ارادة الشعب المصري ..... والتي كان لابد أن تنتصر .
الكاتب : وفيق زنداح