المقالة التي نشرها الكاتب والإعلامي الفلسطيني الصديق كمال خلف في صحيفة رأي اليوم الالكترونية بتاريخ 29 حزيران 2018 ، تحت عنوان " فصائل الثورة الفسطينية هل ذبحت من الوريد للوريد ؟ " ، استوقفتني كما الكثيرين ممن اطلعوا على ما أوردته من نقاط وعناوين مثيرة وجريئة . فهي جاءت في توقيت سياسي خطير ، وأدعي القول أنه الأخطر فيما يواجهنا نحن الفلسطينيون أولاً ، ومن ثم العرب والمسلمين .
المقالة وضعت الإصبع على الجرح ، وعلقت الجرس ، وهذا ما أود التطرق إلى ما أشار إليها الكاتب في أكثر النقاط حساسية ، ألاّ وهي العلاقة بين الفصائل والشعب الفلسطيني ، وما وصلت إليه من تسارع في اتساع الهوة بينهما ، نتيجة لفقدان الثقة ، والتي وبحسب الكاتب الصديق ومعه طيف واسع ، أن مرده إلى الحالة التي تعيشها الفصائل من غربة واغتراب عن ناسها ، وتحديداً منذ الانقسام البغيض ، والفشل عدم القدرة حتى الآن من إنهائه ، وبالتالي عدم القدرة في التحرر من تبعية القطر التي تمارسها فتح ، ومن ثم حماس ، مما أثر مباشرة في عدم القدرة أيضاً في التعبير عن ذاتها كمرجعية وطنية في مقدورها تحمل مسؤولية ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات متزايدة ، وصفقة القرن وما تحمله من مخاطر جدية تقف اليوم في مقدمة تلك التحديات .
هذه العلاقة التي تُظهر الفصائل تحديداّ في سوريا بحسب المقالة ، ( وإن كان الحال ليس بالأفضل في الساحات الأخرى سواء في لبنان أو الداخل الفلسطيني المحتل ) ، على أنها في وادٍ ، وجماهيرها في وادٍ أخر ، ليس مرده الأساس إلى ما عبرت عنه المقالة على أنه ناتج عن " صفعة مخيم اليرموك بعد أن احتله الإرهاب وفشلت في الدفاع عنه ، ومن ثم ما آل إليه من دمار وصعوبة عودة من تبقى من اللاجئين إليه " ، قد جعلت الثقة تصل إلى مستويات متدنية بين الفصائل وجمهورها ، بل الأدق قد يكون ما ذكرته المقالة حول مخيم اليرموك ودماره ، ولربما تلاشي حلم العودة إليه ، قد ظهّرت العلاقة بين الطرفين على أنها أصبحت أكثر فأكثر متباعدة ، وبالتالي رهنت ترميمها وردم الهوة إلى جملة من المراجعات النقدية المطلوبة من عموم الفصائل ، وهنا لا يستطيع أحد أن ينأى بنفسه عن ذلك ، على الرغم أن هناك تفاوت نسبي بين الفصائل ، ولكن ما دام الحديث عن العلاقة بين الفصائل والشعب الفلسطيني ، لا يستطيع أي فصيل أن يدعي أنه غير معني .
المقالة غنية ، ولربما تعبر عن رأي طيف واسع من أبناء شعبنا ونخبه ، فهي تناولت قد أسلفت العديد من النقاط الهامة والحساسة ، أرى وأنصح أولاً أبناء الفصائل بضرورة الإطلاع عليها ، ومن ثم القيادات الفلسطينية المطالبة التمعن والتفحص كثيراً في أوضاع الساحة الفلسطينية بكل عناوينها وتفرعاتها وتشعباتها ، لأن القضية في خطر حقيقي وجدي ، لا تنفع في مواجهتها التنظيرات أو الفلسفات ، ولا التسطيح أو التبسيط .
بقلم/ رامز مصطفى