حاول كوشنر وجرنبيلات ترويض شعبنا الفلسطيني من خلال التلويح بتنمية اقتصادية عملاقة تبدأ من غزة، وتشمل اقامة مدن صناعية وسياحية واستثمارات ضخمة وتشغيل اﻷيدي العاملة ورفع المستوى المعيشي وفتح المعابر واقامة ميناء بحري ومطار مدني وتخصيص مليار دوﻻر كدفعة أولى، ولم يجدا اﻻ الرفض والفشل، فحاوﻻ وعبر اﻻحتلال اﻻسرائيلي التلويح إما بهدنة طويلة وصفقة تبادل أسرى وبدء في سياسات واجراءات تنمية اقتصادية او تسخين أجواء المنطقة لشن عدوان واسع على غزة واقتحامات واغلاق المدن في الضفة الغربية واعادة سيناريو حصار الرئيس الشهيد أبوعمار، فلم يجدا اﻻ الفشل مرة أخرى وخرجت القيادة الفلسطينية وتتقدمها قيادات الصف اﻻول في حركة فتح ومعها اﻻﻻف الجماهير ليعلنوا رفض خطة تصفية القضية الفلسطينية والمؤامرة على المشروع الوطني و رفع اللاءات مقابل اللإملاءات واﻻشتراطات الامريكية واﻻحتلالية، ورفض تجميد اﻻدارة اﻻمريكية للمساعدات للسلطة الوطنية وعدم اﻻرتهان لها باعتبار ان المطالب اﻻمريكية بعدم دفع رواتب واستحقاقات اﻻسرى مرفوضة وان شعبنا الفلسطيني يناضل ويقاوم وفق القانون الدولي طالما بقي اﻻحتلال، وكما أن العنف المراد نبذه او "اﻻرهاب" ﻻ يمكن وسمه لشعبنا بل هو سياسات وسلوك اﻻحتلال بإجرامه وانتهاكاته ضد اﻻرض واﻻنسان الفلسطيني وارتكابه لجرائم ضد اﻻنسانية وجرائم حرب وشرعنة كل القوانين التعسفية والعنصرية ضد الوجود الفلسطيني في القدس واﻻغوار والضفة وحصار غزة الممتد ﻻكثر من 12 عام.
ان انسحاب امريكا من مجلس حقوق اﻻنسان دﻻلة على قرار امريكي مسبق باعطاء الضوء اﻻخضر للاحتلال ﻻرتكاب الجرائم والعدوان ضد شعبنا، وكما ان قيام بعض الدول بحجب المساعدات للسلطة تحت ذرائع كاذبة وغير منطقية هو استجابة للضغوط اﻻمريكية للبدء بحصار اقتصادي وسياسي ضد القرار الفلسطيني الرافض لصفقة القرن والذي لن يتنازل عن حقه في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير.
ان الكل الفلسطيني مدعو اﻻن وقبل الغد للوحدة الوطنية وانهاء اﻻنقسام ووحدة القرار لتصليب كل الجهود لحماية مستقبلنا وتمثلينا الفلسطيني الواحد ولتصليب المواقف العربية الداعمة لحقوقنا السياسية.
ان كل اﻻغراءات والتهديدات لن تثني شعبنا وقيادتنا عن اضافة ألف ﻻ في وجه الطغيان والعربدة اﻻمريكية واﻻسرائيلية وان الحل المقبول ﻻ يبدأ من اﻻلتفاف على الحق الفلسطيني الشرعي والقانوني بل يبدأ من انهاء اﻻحتﻻل وتداعياته وتحمل اﻻدارة اﻻمريكية والمجتمع الدولي لمسؤولياتهم قبل فوات اﻻوان وتعميق الصراع.
بقلم/ د. مازن صافي