بداية شهادة المناضل صلاح التعمري بمحمد دحلان في حوار له في وكالة الاخبارية سما ليست كأي شهادة او لعابر طريق او دخيل على حركة النضال الوطني الفسطيني ، فصلاح التعمري المشهود له بالنظافة و الوفاء و الإخلاص لحركته و للقضية الفلسطينية وهو من المؤسسين لجناح العاصفة لحركة فتح تعرفت على هذا القائد الفتحاوي ابان معارك ايلول المؤسفة بيننا وبين الإخوة في الأردن و في منطقة مخيم الحسين النزهة ، كما تعرفت على اخوة مناضلين مشهود لهم بالقوة والعزيمة و الوفاء ايضا ، مثل ابو الوفا الذي فقد في البحر في اواخر السبعينات و ابو نضال بانكوك و ابو القاسم خلف و حمد مرتديلا و عبد المعطي السبعاوي و ابو علي مسعود و موسى عرفات و كثيرا منهم من رحل و بقيت ذكراهم وبحق يمثل صلاح التعمري في اقواله شهادة على العصر وهو ليس بحاجة الى المجاملة من هذا او ذاك او رئيس او غيره فتاريخه هو الذي يحكم اقواله ، تعرفت على هذا الرجل بعد سيطرة الجيش الاردني على مخيم الحسين و دخول اللجنة العربية والنزوح الى جبل الاشرفية حينها في مكتب محور الحسين كان هناك راديو اف ام يبث التعليمات و بعض ممتلكات المقاتلين من ذهب و غيره اخذتها و قمت بتخبئتها و حين اتى صلاح التعمري الى مخيم الحسين سأل عن هذه المقتنيات و قمت مباشرة بإعطائه تلك المقتنيات ، تاريخ حافل لهذا الرجل الذي ادلى بشهادته في محمد دحلان كرجل وطني يتمتع بديموقراطية عالية حتى مع مخالفيه في الرأي او من وقفوا ضده او قاموا بمهاجمته فمحمد دحلان يمتلك صفات الاخلاق العالية و الهادئة و المبتسمة و المتفائلة رغم كل ما حدث معه ، نعم صلاح التعمري هو اعطى بتلك الشهادة في قائد وطني كان ولازال اسمه محل للجدل ، يكفي أن صلاح التعمري ادلى بشهادته وهو يمثل جزء من تاريخ حركة فتح و عنفوانها وهو ايضا الذي لم يأخذ حقه لبعض حسابات المسيطرين على القرار الحركي كما هو الحال بما حدث مع محمد دحلان و ما صاحب ذلك من ذرائع و حجج و اباطيل اضعفت حركة فتح و اضعفت الحركة الوطنية لاهداف امنية و سياسية بحتة تمثل هبوط واضح في البرنامج الحركي و السلوكي تجاوبا مع ما تمليه اتفاقية اوسلو و خارطة الطريق من تنسيق امني يجعل السلطة وسيط امنيا للاحتلال و هذا ما رفضه محمد دحلان في اكثر من لقاء و اكثر من مرة بالاضافة الى سوء التصرف في صندوق الاستثمار و الصندوق القومي و احتكار ممتلكاته تحت تصرف عباس و ابنائه ، بالاضافة الى التوجه الجغرافي الذي يسيطر على القرار الحركي مما جعل من الانقسام امرا معقدا ووحدة الشعب الفلسطيني اصبحت مهددة فعليا تلك التوجهات التي رفضها محمد دحلان وتجاوز الانقسام و معطياته و تاريخه و بدأ بصفحة جديدة و مسامحة مع حماس بانطلاق لجنة التكافل و تفاهمات القاهرة و اطلاق اكثر من مبادرة للوحدة الوطنية و انهاء الانقسام ، لم تتأثر شهادة صلاح التعمري بمحمد دحلان بكل ما ساقته عجلة الاعلام المغرض و المشوه ، كان رأي صلاح التعمري وهو يبغض الجغرافيا و سلوكها فهو مقاتل في العاصفة نذر نفسه لفلسطين وعندما قال ان حركة فتح بوجود دحلان هي الأقوى و بدونه هي الأضعف ، و هنا يؤكد صلاح التعمري كل التوجهات التي نادت بانهاء كل القرارات الصادرة من عباس و البطانة التي حوله بخصوص محمد دحلان و باقي الاخوة لاسترجاع قوة فتح لتتمكن من اخذ دورها الطليعي في معركة التحرير و التحرر و الاستقلال و بمشاركة كل القوى الوطنية و الاسلامية بالاضافة الى ما قاله صلاح التعمري انه لا يشك في وطنية محمد دحلان و هذا رد مؤكد من مناضل اصيل مثل صلاح التعمري .
من هو محمد دحلان بعد عام 2011
كي نستقرئ المستقبل من معطيات الحاضر والماضي القريب ، لا بد أن تستند إلى ركائز العملية التحليلية والاستقرائية لما هو موجود من زوبعات وأقاويل و وسائل إعلامية لا تكل ولا تمل سواء من الأعداء أو من الأصدقاء أو ممن يتحسبون على مصالحهم من متغيرات قادمة على المنطقة ، ولكي نخصص ولا نعمم عوامل التغيير وظواهره ومسبباته على النظام السياسي الفلسطيني وأطرافه وشخوصه.
محمد دحلان الذي تعرض لأشرس حملة تشويه إعلامية منذ عام 2007 ولتزداد شدتها في عام 2011 وتستمر حتى 2018م والذي تعرض فيها لهجمات عدائية من رئيس السلطة وبعض ممن حوله ومن خلال قرارات اقصائية بهدف اغتياله سياسيا ووطنيا حتى في داخل حركته فتح التي انتمى إليها منذ نعومة أظافره، وفي الحقيقة وما كشفت عنه الأحداث بأيامها وزمانها أنها كانت تستهدف منطقة جغرافية مما تبقى من أرض الوطن ومن خلال استهداف محمد دحلان وإخوة له .
كان للرجل صبر أيوب ، وكان أيضا كطائر الفينيق كلما اشتدت الهجمة عليه نهض أكثر صلابة متجددا في نشاطه وقوته مسخرا امكانياته ، ومن خلال كاريزما خاصة تسمى " كاريزما محمد دحلان" لخدمة أبناء شعبه وأبناء أمته العربية وأمام فوضى وقتل وتدمير أرادوا منها عزل الشعب الفلسطيني وقضيته وأرادوا منها إحداث دمار شامل في دول الإقليم .
لم يكن دحلان مندفعا تتملكه ردود الفعل بل كان كما قال الزعيم الراحل يوما """ واثق الخطى يمشي ملكا" ولإيمانه بأن وحدة فتح هي المرتكز الأصيل والحقيقي للحركة الوطنية والمشروع الوطني ، كان متجاوبا متناسيا الذات أمام الاطروحات الداخلية والإقليمية لرأب الصدع والانقسام الداخلي و هدفه الرئيس هو وحدة فتح وتفعيل أطرها المخطوفة والعدالة الجغرافية والجماعية الملتزمة بالنظام لكي تستطيع فتح تصليب الحركة الوطنية في مواجهة تحديات داخلية وخارجية، طرح دحلان النموذج لوحدة وطنية ومشروع سياسي واحد ، ولذلك دحلان حاصر خصومه دائما بالمنطق الحركي الوحدوي والمنطق الوطني . وبدعمه المطلق للمخيم وانتفاضة القدس وأهالي القدس و مسيرة العودة و اي مبادرات تستهدف اعادة اصلاح النظام السياسي الفلسطيني وشرعياته التي تم تزورها عبر ما يسمى المؤتمر الحركي السابع و ما يسمى بالمجلس الوطني مؤخرا الذي لم يراعي اصول العضوية و الجغرافيا و التمثيل لمستويات و فئات الشعب الفلسطيني .
سميح خلف