نميمة البلد: الخان الأحمر ... وسلام فياض

بقلم: جهاد حرب

(1)   الخان الأحمر ... قصة صمود ووحدة

يمثل صمود المواطنين الفلسطينيين في الخان الأحمر، لحماية ليس فقط أماكن سكنهم أو مراعي ماشيتهم بل المنطقة الحيوية لبقاء التواصل بين في الضفة الغربية شمالا وجنوبا، قصة تحدي لفاشية الاحتلال الإسرائيلي وجنوده وسياساته التوسعية الاحلالية. هذا الصمود لم يكن لولا تضامن ومشاركة ابطال المقاومة الشعبية وقيادتها وفي مقدمتهم كوادر حركة فتح الذين ينتصرون دوما للنضال والمواجهة مع الاحتلال.

هذا التحرك من قبل قيادات المقاومة الشعبية وعناصرها بخلفياتهم الفكرية والايديولوجية والحزبية ورؤاهم المختلفة والمتناقضة للقضايا الداخلية تثبت من جديد وبوضوح أن الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال هي سبيل الانتصار، وهي تسمح بشكل واسع للاختلاف الداخلي في قضايا الحكم والسياسة والقضايا الاجتماعية والثقافية، وهي أيضا سر البقاء الفلسطيني وتجدده وعودة طائر الفنيق الفلسطيني الذي لا يموت.  

 

(2)   سلام فياض ... والاحتمالات

فتح لقاء الدكتور سلام فياض بالرئيس محمود عباس شهية وسائل الاعلام للتحقق من أسبابها ونتائجها، في ظل ظروف فلسطينية متأزمة وصعبة للغاية عنوانها الرئيسي فشل المصالحة وعدم استعادة الوحدة وغياب أي أفق سياسي، ناهيك التهديدات الامريكية ومحاولاتها لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تحت بند أنسنة القضية وخطورتها، وفي الوقت نفسه الحديث عن ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، في ظل الحديث عن مرض الرئيس وعمره، وفي حال شغور منصب رئيس السلطة الفلسطينية بعد حسم الرئيس محمود عباس الترتيبات المتعلقة بخليفته في منصبي رئيس المنظمة وزعامة فتح.

القضايا المذكورة آنفا تحيل الى التحليل بأن الرئيس محمود عباس سيعتمد على الدكتور فياض في أحد المنصبين في السلطة الفلسطينية خاصة ان الرجل يتمتع بالعديد من المزايا التي تأهله بإتمام هذه المهمة. الاحتمال الأول يقضي تشكيل حكومة وحدة وطنية بهدف انهاء الانقسام خاصة ان الدكتور سلام لدية مبادرة طرحها قبل ثلاثة سنوات في هذا الجانب، أما الاحتمال الثاني أن يتولى الدكتور فياض رئاسة المجلس التشريعي لترتيب مستقبلي ليتولى الرئاسة المؤقتة في حال شغور منصب رئيس السلطة الفلسطينية؛ فالرجل يمتلك من الحكمة والرؤية والعلاقات الداخلية والخارجية ما يمكنه من تجاوز ازمة الانتقال في هذا المنصب. وكلا الاحتمالين يحتاجان الى توافق وطني، وبخاصة بين حركتي فتح وحماس، في صفقة داخلية تعيد الاتزان للنظام السياسي وترتيب مؤسساته.

هذا الامر ليس سهلا لكنه ممكنا لتجاوز المرحلة السياسية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. ويشير أحدث استطلاع رأي نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية إلى أن أغلبية (62%) من الشعب الفلسطيني تقول إنها سترحب بقيام حماس بالموافقة على أن يتولى رئاسة المجلس التشريعي شخص آخر من خارج حماس أو فتح.

جهاد حرب