.. المبادرة الصينية وصفقة القرن ..

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

إن المبادرة الصينية على درجة عالية من الأهمية ... وتؤكد اهمية الدور الصيني اليوم في العلاقات الدولية وتناميه حاضرا ومستقبلا وتؤكد ... على عدم امكانية انفراد امريكا بفرض الحل للقضية الفلسطينية من جانب وطرف واحد ... وتؤكد ضرورة مشاركة القوى الدولية الأخرى الفاعلة في العلاقات الدولية وخصوصا الصين وروسيا واوروبا ... وان منطقة الشرق الاوسط لم تعد شأنا امريكيا خالصا .. حيث يظهر فيها اهمية المصالح الدولية المختلفة ... والتي تقتضي التعاون فيما بينها في اعادة الأمن والاستقرار لها ... لما يعود على الجميع بالمنفعة .. ولما لهذه المنطقة من اهمية حيوية للاقتصاد العالمي ... الذاهب باتجاه مزيد من الانفتاح والعولمة ..(طريق الحرير).. مثال واضح ...

لذا نقول ان مثل هذه المبادرة الصينية بعناصرها الاساسية تكشف عدم صلاحية صفقة القرن الامريكية وعدم قدرتها على التعاطي الموضوعي مع العناصر الموضوعية للصراع الفلسطيني العربي _الأسرائيلي ..

وتمثل بالتالي دعما هاما للموقف العربي الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن الأمريكية والمستند الى القانون الدولي والشرعية الدولية ..

وتمهد الطريق للصين وللقوى الدولية الاخرى للعب دورا اكثر حيوية ووضوحا في ارساء قواعد الامن والسلام الدولي في المنطقة وتوفير مناخات اكثر امنا لمزيد من التعاون الدولي وتحقيق التنمية الاقتصادية للمنطقة ولمختلف الدول ذات المصالح المختلفة ... وأن السلام والأمن لن يتأتيا دون إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ..

لذا المواجهة اليوم قائمة بين شعوب المنطقة والصين وغيرها مع الاتجاهات الشعبوية الامريكية التي باتت تمثلها ادارة الرئيس ترامب ..... والذي ادخل امريكا في صراعات مختلفة مع جميع الدول .... ولم يستثني حتى الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في اوروبا ..

السؤال هل يلتقط العرب هذه الاشارات . وهل يتمكنوا من توظيف هذه التحولات ... وهذه المصالح للأخرين ... لمواجهة الشعبوية الامريكية واستفرادها بالمنطقة ؟

ان اليوم غير الامس .... لقد افل نجم الامبراطورية الأمريكية. والعالم دخل الى مرحلة من التعددية القطبية ... والصين فيها لاعب اقتصادي وسياسي وتنموي كبير يحتل فيها مرتبة متقدمة ...

ومن هنا تأتي أهمية هذه المبادرة ..

نعم للمبادرة الصينية وهي تكشف السقوط الاخلاقي والقانوني لمبادرة الصفعة الامريكية الترامبية .. وتعرض البديل الموضوعي المتوافق مع الشرعية الدولية ومع مصالح الأمم والشعوب المختلفة ..

بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس