الطائرات الورقية كابوس جديد يلاحق العدو الإسرائيلي

بقلم: وسيم وني

وسيلة جديدة ابتكرها فتيان غزة أحرقت أشجارا وحقولاً اسرائيلية بمحاذاة الحدود الشرقية للقطاع المحاصر الذي يشهد حركة احتجاج دعما للاجئين تحت شعار "مسيرة العودة"، ابتكرها شبان غزة في وجه آلة القتل الاسرائيلية التي لا ترحم لا كبيراً ولا صغيراً أثارت الرعب لدى القيادة السياسية والعسكرية في كيان الإحتلال فهذه الطائرات دقت ناقوس الخطر في أوساط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي راحت تتحدث عن "سلاح جديد" يستخدمه المتظاهرون في قطاع غزة لمواجهتها ولكن دون جدوى لأنهم يعلمون علم اليقين بأن شعبنا لن يكل ولن يمل حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

في مواجهة آلة البطش الاسرائيلية

إن الإستمرار في إستخدام الإحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز ضد المتظاهرين، كان هو الدافع وراء تطوير الطائرة الورقية العادية إلى حارقة و إستخدام الإحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز ضد المتظاهرين، كان هو الدافع وراء تطوير الطائرة الورقية العادية إلى حارقة بحيث أنهم يضيفون علبة حديدية صغيرة، تملأ بالقماش المشبع بالنزين، تربط بسلك حديدي في ذيل الطائرة الورقية، ثم تشعل فيها النيران، وتطير فوق المنطقة الحدودية لتطلق بعد ذلك لتسقط على حقول القمح والمزروعات في الجانب الآخر من الحدود الخاضعة لسيطرة الاحتلال .

وهذا «الإبداع» الجديد يضاف إلى ابتكار المتظاهرين على حدود قطاع غزة، ضمن مسيرات العودة في (ذكرى النكبة) بوسائل تصدٍ وتمويه مختلفة، من بينها حرق إطارات مطاطية للتغطية على الجنود وحجب الرؤية، واستخدام مقاليع كبيرة، وإدخال البصل على خط المواجهة لاستنشاقه بدل الغاز، واستخدام كمامات ولُثُم، وارتداء لباس موحد للمجموعات المختلفة .

خلافات حادة لدى كيان الاحتلال بشأن التصدي للطائرات الورقية :

خلافات عديدة بدأت تطفو على السطح بين جيش العدو الاسرائيلي من جهة والمؤسسة الأمنية من جهة أخرى نتيجة الطائرات الورقية التي تطلق من القطاع ليعلن قادة الاحتلال لاحقاً فشله بالتصدي لها وليعلن وزير العدو الاسرائيلي ليبرمان بالقول أنه :" وجد نفسه وحيدا أمام الجميع في النقاشات التي جرت في الأسابيع الماضية حول الرد الإسرائيلي على الطائرات المحترقة في غزة "

كما وخرجت قادة الجيش الاسرائيلي عن صمتها في بيان " بأنهم يعتقدون بأنه لا يجب الذهاب إلى حرب بسبب الطائرات الورقية ".

كما صرح" داني بن ديفيد" رئيس بلدية النقب الغربية بأن "الطائرات الورقية الحارقة" تسبب في إتلاف آلاف الدونمات، بما يقابل مئات الآلاف من الشواكل الإسرائيلية، في وقت تطلق المقاومة الفلسطينية العشرات من هذه الطائرات، يوميا، حيث وصف تلك الخسائر الإسرائيلية بأنها "حرب حقيقية "من الجانب الفلسطيني، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه أية وسائل دفاعية مواجهة لتلك الطائرات الورقية الحارقة، معتقدا أن استهداف الحقول الزراعية تعني في النهاية محاولة الفلسطينيين قطع علاقتهم بالأرض "المقدسة"، وبــ" الرموز الصهيونية"، في إشارة للأرض .

الحرائق مستمرة:

تواصل الحرائق الناجمة عن الطائرات الورقية في مستوطنات غلاف قطاع غزة عقب سقوط الطائرات الحارقة عليها، ما تسبب في التهام المئات من الدونمات الزراعية، والتي كان آخرها الحريق الذي وقع في" كيبوتس" "أور هنير" حيث تم الاستعانة بطائرات خاصة لإطفاء الحرائق، بالإضافة إلى خمسة طواقم إطفاء ظلت تعمل لساعات طويلة للسيطرة على الحرائق الكبيرة التي اشتعلت لساعات طويلة وبحسب المتحدث باسم الإطفائية الإسرائيلية حتى الآن شاركت قوات الإطفائية مستعينة بطائرات مروحية في إطفاء أكثر من 300 حريقا في جميع مناطق الغلاف، حيث وصل إجمالي الحقول الزراعية التي احترقت حتى الآن بفعل هذه الطائرات إلى 250 ألف دونم زراعي, الامر الذي الحق خسائر فادحة في مزارع المستوطنات ، ودفعت الطائرات الورقية الحارقة المستوطنين في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة إلى حصد مزروعاتهم قبل موعد النضوج السليم خشية من تكبدهم خسائر جديدة بسبب الحرائق التي تسببها هذه الطائرات, وفقاًلوسائل إعلام الاحتلال أن ظاهرة "الطائرات الورقية" جعلت سكان المستوطنات القريبة من السياج الحدودي مع غزة مستيقظين طوال الوقت، خاصة خلال الأسبوعين الماضيين .

وأخيراً لم يعد العالم غبيا، ولم يعد الرأي الحر مقصورا علي القلة القليلة ، فالعالم يري ويسمع وعلينا ان نبقيه كذلك، والعالم الذي يصفق لفلسطين كل يوم في كل المحافل لن يكون شاهد زور مادام فينا طفل يرضع يعلو رأسه شامخا ولا يركع..

فثمة فارق وحيد بين الكيان الاسرائيلي وشعب فلسطين المقاوم المتمسك بأرضه و بأدواته الصغيرة، فهو يعتقد أن الإنقضاض على القدس صار (لقمة) سائغة ولكن خسئو وأما شعبنا الفلسطيني يجزم أن النصر آت لا محالة ولهذا السبب يتوارث أبناء شعبنا استعدادهم للاستشهاد من أجل فلسطين وتحريرها وإفشال صفقة القرن البغيضة ومن أجل حياة يستحقونها في أرضهم التي اغتصبها العدو الاسرائيلي ولو بالطائرات الورقية التي باتت كابوس جديد يلاحق العدو الاسرائيلي .

بقلم/ د. وسيم وني