شعب لا يعرف المستحيل!!!

بقلم: رامي الغف

من يقلب أحداث وطننا الفلسطيني بدقة ويقرأ ما جرى عليه وما يجري في الوقت الحاضر على جماهيره، لأكتشف أنهم مختلفين كليا عن جميع جماهير العالم، فمع أنهم مثقلون بالجراح نراهم يكابرون ويقفون بكل كبرياء وشموخ وكان الحياة في قسوتها عندهم نعيم عجيب، وان جميع ما مر عليهم من أسى وألم وأحزان هي في طي النسيان والتفاؤل هو سيد الموقف وأخرها عندهم.

هل نحن نعيش بعالم من الخيال والمثالية بحيث لا نرى إلا ما نعتقده ومن ذلك الاعتقاد أن الجماهير الفلسطينية يستحق رجال مخلصين وصادقين لقيادتها، وأن يكونوا هم حملة المشروع وعلى عاتقهم تقع مسؤولية رسم خارطته وأهداف هذا الوطن العظيم، لا تثنيهم عن أهدافهم الصعاب ولا تغرهم الدنيا ومناصبها التي سيعاتبهم التاريخ عليها في يوم من الأيام عن سوء تقديرهم للأمور وظلمهم لجماهير أعطتهم كل ما تملك ولم يرد منهم إلا كرامة العيش والذي ما زال تحقيقه ليس صعبا ومستحيلا.

إن الأحداث الجارية في الوطن وما يصدر من تصريحات ومواقف من قبل القادة والساسة كلها في ميزان أفكار وعقول الجماهير، وهي المراقب والمقيم لتلك المواقف والقرارات، وبالتالي سوف يكون لها هي كلمة الفصل في تقييمها واختيارها من جديد ليمثلها أم لا في الانتخابات القادمة.

إن الوعي لدى جماهيرنا يختلف عما مضى، فالوعي لديهم الآن في مستوى أفضل من السابق وبالتالي أصبحت لديهم القدرة للتمييز والتفريق بين الصالح والطالح وبين الغث والسمين، وكذلك من هم المخلصون الراغبون في خدمة الوطن وقضيته وثوابته الوطنية، ومن هم الساعون خلف المناصب دونما شعور بهموم الجماهير ومشاكلها.

ما يمر به الوطن اليوم من أزمة في العلاقة السياسية بين قواه وفصائله وأحزابه وانعكاس هذه الأزمة على واقع الشارع الفلسطيني وعلى مختلف الأصعدة سبب نوعا من الإحباط لدى الجماهير، حتى أصبح البعض منهم يتحدث وعلنا ان قادة وساسة هذا الوطن لا يهتمون سوى فقط بمصالحهم الخاصة، ونسوا هموم الجماهير ومشاكلها التي هي في تزايد مستمر وتراجع خطير وعلى مختلف الأصعدة .

إن المصلحة العامة في ظل ما يحيط بالوطن من أخطار خارجية وداخلية توجب على اصحاب القرار في الوطن، التخلي عن نبرة الاستعلاء و التمسك الغير صحيح بالمواقف التي تصب في مجال الفائدة الفئوية والتحول في تلك المواقف إلى ما فيه مصلحة أعلى و أغلى وهي مصلحة الوطن والجماهير، الذي نعلم كلنا من اجل رفعته وتقدمه وكذلك عليهم تبديل الصورة التي رسمت في أذهان أبناء جماهيرنا حول عدم وجود شخوص وطنية يهمها مصلحة الوطن وجماهيره المحرومة والمحتاجة إلى كل مقومات الحياة الإنسانية البسيطة، وخاصة وان وطنهم ينعم بالخيرات والإمكانيات.

على القيادات والساسة تبديل النهج والأسلوب من اجل الوطن والجماهير، ولتكن المرحلة القادمة لهم هو مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

اقسم إن بقي الحال على ما هو عليه سنبقى ندور وندور وندور حتى نصاب بالموت المفاجئ وبالجملة، وسينتهي الوطن إلى نهاية مأساوية لا يقبل حر أن نصل إليها وسيفرح وسيشمت فينا الأعداء، لذلك نقول إن بقاء الوضع السياسي مرتبكا ومضطربا وحافلا بالخلافات والتقاطعات والصراعات والانقسامات الضيقة، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وهو المطلوب لأننا لا نهض بذلك بل سوف نعود إلى عصور الظلام.

بقلم/ رامي الغف