ان تحدثنا في التاريخ فلا بد ان ننصف من ظلموا ، ومن طالتهم ايدي الغل او الاقصاء ، او في دروب النسيان والاهمال ، هؤلاء الرجال الذين امنوا بالبندقية والكفاح المسلح والثورة ، هم هؤلاء الذين امنوا بعدالة القضية الفلسطينية .
محمد الشبل او ما يطلق عليه شبل الجرمق انتسابا لكتيبة الجرمق التي كان لها من العمق في الثقافة الثورية سلوكا ونظرية وممارسة ومناضلين اشداء في ساحات المواجهة دفاعا عن الثورة وعن وحدة الشعب وسلامة المخيمات ، انه الابن للاب الروحي الشهيد القائد علي ابو طوق ، ومن منكم لا يعرف علي ابو طوق ومن منكم لا يعرف كتيبة الجرمق وقادتها وكوادرها ومقاتليها ، واذ تذرنا كتيبة الجرمق لابد ان نتذكر هذا الشبل ذو التسع سنوات الذي التحق بها وتبناه الشهيد علي ابو طوق وليصبح من اشد المقاتلين دفاعا عن الثورة وعن فتح وعن المخيمات ، هو ذاك الطفل من الجنوب اللبناني ومع كل يوم وكل ساعة تزداد قناعته بعدالة قضية وبالام شعب في المخيمات اللبنانية هذا الشعب الذي يجب ان يعود لارضه ووطنه وممتلكاته ، اذا سألتم شوارع الرشيدية وعين الحلوة سستتحدث لكم عن محمد الشبل ومن لا يعرف محمد الشبل ...!!
اذا تحدثنا عن التاريخ في مخيمات لبنان فبالضرورة ان يحدثنا عن الجرمق وعلي ابو طوق ومحمد الشبل ، ولكن محمد الشبل الان له قضية وقضيته قضية كل المناضلين الذي تم التنكر لهم وذهبوا في غياهب النسيان ، وقضية محمد الشبل اكثر ايلاما من ذلك فهو الذي حكم عليه بالاعدام من قبل القضاء اللبناني .
تبدأ القصة منذ اتفاق الطائف وحصر السلاح الفلسطيني اخل المخيمات وتحول هذا السلاح منذ عام 97م الى سلاح لحفظ امن المخيمات اوكلت له مهام خاصة جدا من قبل القيادة وفي عام 2012م تحولت الهيكليات القتالية وحل اطار تشكيلات الكفاح المسلح الى تشكيلات امنية لحفظ الامن الفلسطيني اللبناني وبالتنسيق مع الاجهزة الامنية اللبنانية ، في عام 2013 مارست القوة الامنية واجباتها بحفظ الامن ومطاردة الادمان وتجار المخدرات وعصابات السطو ، الى ان نفذت عملية ضبط لعصابة في مخيم الرشيدية بالتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية ، وطلب منه التحفظ على تلك العصابة لحين تسليمهم للاجهزة اللبنانية ، وفي هذا الوقت كما يروي محمد اصيب احد افراد العصابة بنوبة صرع نتيجة الادمان حول على اثرها للمستشفى وعلى اثرها اعلنت وفاته ، من المؤكد في تلك الحالات وبحكم مسؤليات محمد كمتزعم لمطاردة تجار المخدرات واللصوص وهم عصابات مافيا وعن طريقهم تم رفع دعوى قضائية ضده على اثرها حكمت المحكمة عليه بالاعدام العام الماضي ، عرضت جثة المتوفي على الطبيب الشرعي الذي اثبت انه لم يتعرض للتعذيب الا ان القضاء استند لعملية التشريح للجثة من قبل الطبيب الشرعي بانها علامات تعذيب .
الى هنا تنتهي قصة مناضل على باب الاعدام وعليه كثير من المناضلين العرب الذين التحقوا بفتح ومناضلين اجانب اخذوا الجنسية الفلسطينية وكثير منهم ما زال يعمل في السلطة وتحت حماية السلطة ومنظمة التحرير ، وهنا نطالب الجهات المختصة سفير دولة فلسطين وامن سرمنظمة التحرير والرئيس عباس واعضاء مركزية فتح بالاتصال بالجهات الامنية اللبنانية والمطالبة القانونية باعدة التحقيق والاستناد الى تقرير الطبيب الشرعي ، ان الواجب والقيم الوطنية والاخلاقية تتطلب من الجميع الوقوف مع هذا المناضل وانقاذه من حبل المشنقة فتاريخه ملزم لنا جميعا واخص بالذكر ايضا السيد عزام الاحمد المشرف على الساحة اللبنانية .
بل اوجه النداء من هنا للاخ الفتحاوي الفتحاوي الذي يتألم على حال فتح ومناضليها الاخ محمد دحلان ان يقف مع هذا المناضل من خلال علاقاته واقول له انت الوفي للمناضلين وتاريخهم وحاضرهم امام عمليات تهجير واقصاء المناضلين ولكن هذه المرة قد يدفع احد المناضلين حياته نتيجه التنكر له من قبل ممن هم يجب ان يكونوا اوفياء للمناضلين وهذه ظاهرة عامة فانت اخي ابو فادي وقفت مع الجميع بلا حسابات او مقابل فقط من اجل وطنيتك واخلاقك الرفيعة ، انها مناشدة فقط اسطرها من عمق انتمائي لتاريخ هذه الحركة ومناضليها .
بقلم/ سميح خلف