نحن امام محطات هامة فهل ننجح في مواجهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية ، وننهي الانقسام ، ونواجه بصلابة المشاريع والمؤامرات الامريكية والصهيونية ونوفر الامكانيات للمقاومة الشعبية ومسيرات العودة
لذلك نحن سنلتقي خلال ايام في المؤتمر القومي العربي في بيروت وسيلي ذلك منتدى العدالة لفلسطين ، فلسطين التي تحتل صدارة المواقف باعتبارها القضية الرئيسية للجماهير العربية واحرار العالم .
وفي ظل هذه الظروف لا بد من إعادة الاعتبار للخيار القومي العربي في مواجهة الخطر الصهيوني ومواجهة المؤامرات الخارجية ومواجهة القوى التكفيرية والظلامية. وهذا يتطلب بلورة رؤية عميقة لفكر قومي عربي جديد ومتجدد يستخلص دروس وتجارب واستخلاصات المرحلة الماضية.
ان ما يجري وما نواجهه اليوم، وما نعيشه ليس معزولاً عن فلسطين، وعن المؤامرات الكبيرة والخبيثة التي تحاك من أجل تصفية القضية المركزية بهدف تكريس الكيان الصهيوني على الأرض العربية وعرقلة تقدمها ووحدتها واستقلالها.
امام كل هذه الاجواء ينعقد المؤتمر القومي العربي ومنتدى العدالة لفلسطين من اجل إعادة الاعتبار لمركزية القضية الفلسطينية، وتوجيه البوصلة نحو فلسطين التي تضيع أمام أعيننا وسط هجمة امريكية صهيونية رجعية وقوانين عنصرية هدفها المزيد من الاستيطان وتهويد الأرض .
لقد برهنت وقائع الحياة استحالة الوصول لحل سياسي مع الكيان الصهيوني وأكدت وقائع الحياة أن صراعنا مع هذا الكيان هو صراع وجود وليس صراع حدود.
إن ما تواجهه أمتنا العربية يستهدف بشكل رئيسي ضرب الفكر القومي العربي، وليس ذلك فحسب، بل تفتيت البلدان العربية وتقسيمها عبر شرق اوسط جديد وخطير وحرف الصراع وتحويله من صراع مع المشروع الصهيوني إلى صراعات مذهبية وطائفية وعرقية هدفها تكريس الوجود الصهيوني والسيطرة الاستعمارية على الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه.
من هنا نرى ان من يهلل لصفقة القرن من القوى الرجعية العربية من خلال اروقة التأمر والتطبيع السافر مع العدو الصهيوني، في هذا الوقت الضائع، ترسم آخر فصول ضياع فلسطين كقضية شعب وحق قومي وكرامة امة، وخاصة بعد مصادقة ما يسمى الكنيست الاسرائيلي على قانون اساس القومية، الذي يترجم عمليا أقبح وجوه الكولونيالية والاستيطان الاقتلاعي، واشنع ميزات وخصائص "الابرتهايد" اي التطهير العنصري، عبر الاقرار بشكل نهائي على ان دولة اسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي ، لذلك فان هذا القانون اخطر القوانين والتشريعات العنصرية بعد و"عد
بلفور"، كونه يستهدف شعب فلسطين وجودا وتاريخا وارضا وقضية، في ظل صمت عربي ودولي مستهجن، يعكس حجم التأمر والتواطؤ الذي يسوغ للمحتل غطرسته وانتهاكاته الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، صاحب الحق الاوحد بالسيادة على ارضه ومقدساته وموارده، مما يستدعي من كافة القوى والفصائل الفلسطينية الى تعزيز الوحدة الوطنية خلف المشروع الوطني، وتعزيز جذوة المقاومة الشعبية وابتداع اساليب جديدة وخلاقة في ساحة الصراع، صمودا ومواجهة، كسبيل اوحد قادر على كسر قرن العدو وقراراته وصفقاته، كما يتطلب من البرلمانات العربية وجامعة الدول العربية التحرك لدى برلمانات العالم والمؤسسات الدولية لوأد هذا التشريع العدواني الغاشم، الذي يضاف الى سجل الصهاينة الحافل بالعدوان.
إن الانتصارات التي تتحقق اليوم على ارض سوريا وانتصارات المقاومة في المنطقة وصمود الشعب الفلسطيني الذي يجترح البطولات والتضحيات حيث تبرهن مجدداً أنها أمينة على الثوابت والحقوق والتاريخ والجغرافية والهوية الوطنية وعلى وصايا الشهداء قد أثبتت صوابية وصحة ونتائج هذا الخيار.
خاتما : أن التحرك الدولي والإقليمي الواسع والزيارات المكوكية لمبعوثي الإدارة الأمريكية وأدواتهم المحلية جاءت لتدلل بأن مسيرات العودة والمقاومة الشعبية ستفرض عليهم أن ينصتوا من جديد إلى قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني وأن يعيدوا حساباتهم جيداً، فها هو الشعب الفلسطيني اليوم أكثر إصراراً على إفشال المخططات التصفوية وليوجه لطمة قاسية للاحتلال الصهيوني وسياسته ويقفل الطريق أمام محاولاتهم تمرير صفقة القرن.
بقلم/ عباس الجمعة