صباح الوطن الحزين

بقلم: سحر حمزة

 صباح  الوطن الحزين  
إهداء إلى القدس

إلى الوطن الذي ظلموه
إلى الوأد المتجدد  لأحلام العبيد
حين غاب حلم حرية الأقصى الجريح
وتوقف التفاؤل  بأول الصبح فغدت أيامي حزينة
كان حلم قديما
قبل ستون عاما ونيف يزيدا
حين تراءى لي الفرح يوماً
كان طيفا هائما وطيرا مغردا  سعيدا
قلت له هدهد وغرد معي ألحان العودة القريبة
فابتسم ,وقال  ابتسمي معي يا طفلتي الجميلة
قد نرى فجراً وخبراً سعيدا في العيزيرية البعيدة
في قلب "هداسه" نغرس شجر عرقدٍ فرقد  يفضح يهودا
 وفي المطلع وجيل الثوري وباب الأسباط بمدينتي  الحبيبة
قد نعود نلعب سوية أماً وطفلاً رضيعا
بقي صامتاً محدقا متلونا حزينا
قلت له أبتسم كعصفور جريحا
قال أين ومتى وأنا  عن  الابتسام بعيدا
وعن الفرح رغم أن أسمي فرحان حزينا
قلت له تفاءل بأمل جديدا
قال كيف وقد غابت عني بارقة الأمل أمدا طويلا
وفقدت كل لحظة ظننتها فرح قادم قريبا
ظننتها نغم ولحن حرية بسيمفونية طويلة  
كان حلم فطيف تراءى  فصار  وهما كبيرا
قلت له : أنك طائر  ميمون وزهر  ربيع عبق بريح جميلا
  وصوت ندىً يرسم الفرح على وريقات  اللوز اللذيذ
أومأ باكياً وتراجع عني بعيدا
وغاب عن أحلامي أمدا طويلا
وقال أنا حلم  الوطن الكبير  الحزينَ
أنا دون هوية   بلا وطن أكيدا
أنا الأمل الضبابي دون  فرح أسيرا
أنا كل النصر رغم الهزيمة الكبيرة
أنا كل غزي ومقدسي في فلسطين الحبيبة
أنا سفينة حرية  في  سواحلنا الحزينة
وحتى أسمي التاريخي غدي يهوديا غريبا
 حين رسم الاستيطان خرائطه بمدينتي القديمة
  أضحت  مدينتنا  قصصاً بلا عنوان كبيرا
و روايات  البطولات في الكتب صارت تاريخا يتردد كماء سبيلا
أين سماحة  عمر بن الخطاب خليفة الرسول الأمين
وأين صلاح الدين حين  هزم الرومان أياما كثيرة
وأين صدام حين  ثأر لشهداء القدس في يوم عسيرا
قال الصدى :هم رحلوا دون عودة لأمجاد البطولة البعيدة  
  ضاع الفرح يا عاشقتي ضاع دون عودة لديارنا الحزينة
 ضاع وراء  غياهب جدار فاصل وحصار طال مع الزمن طويلا
و سفن الحرية  غرقت من فتنة وتأويلا
 وأسطول  الحرية  مكبل على شواطئ الأبيض الأسيرة
قال متثاقلاً تعالي نتقاسم الأحزان يا صغيرتي الكبيرة
قلت لا ،،لا تفقد عزيمة  الشجعان كمسكين فقيرة
فمياه  الكوثر جفت في  الأقصى الحبيب
والأنفاق تقاوم الأحجار المباركة العظيمة
وهم لا يدركون قدرة الخالق العظيم
فالحق سيعلو ويبقى الأقصى عربيا أصيلا
و سنعود يوماً لقدسنا رغم عنفوان اليهود ببيتنا الأسيرَ
وسنعلم الأجيال بأن أمنا الكبرى هي  فلسطين
وأن طالت غربتنا فأمل العودة كبيرا ولن يطولا
أقسم بخالقي أن الغربة لن تحدينا عن وطننا الحبيب
وأن التشرد والإغتراب يعمق يشدنا لقدسنا بحب شديد  
وأنها قضية  ترسي لأمتنا بقوة الحديد
وحبها يسري بدمي  كجريان نهر هادر سريع
وأنها ستعود عربية مهما قال يهودا وكتيسهم المزعوم

 اليوم السبت الموافق 21يوليو 2018  

كلمات سحر حمزة