حرب ما قبل الصفقة ... ام حرب ما قبل المصالحة !!!!

بقلم: وفيق زنداح

ليضاف الي عنوان المقال ام الاثنين معا !!!! فلا تتعجلوا ... فالمصالحة قادمة ... ولا مفر منها ... لكن الفارق بين ان تأتي على كارثة قائمة وازمات متفاقمة ... ام ان تأتي على اوضاع اكثر مأساوية وكارثية ودمار كبير ... ليضاف الى دمار ثلاثة حروب قامت بها دولة الكيان دون اسباب او مبررات .. لكنها اختلقت الذرائع واوهمت العالم....وقامت على تضليل وخداع الرأي العام بأنها مهددة وبأن مستوطنيها بحالة الخطر الشديد وان مدنها على مرمى الصواريخ وعلى وشك الدمار .
خدعة كبرى واكاذيب وافتراءات ومحاولات مستمرة لتبرير كل عدوان لتمرير صفقة محتملة ... او افشال مصالحة متوقعة ... وعلى الاقل الابقاء على الحال بكل ازماته وكوارثه وتعقيدات مشهده .
اثنى عشر عام من الانقسام والحصار والدمار .... واثنى عشر عام والخلاف والمناكفة .... والحروب الكلامية والاعلامية وتصريحات متضاربة ... والتي لم تسجل هدفا لاحد .... بل تم تسجيل كامل الاهداف في مرمى كل منا لان دفاعنا ضعيف .. وهجومنا اضعف ... وليس لدينا من الخطط والتكتيكات ولا حتى الاستراتيجيات.... ما يمكننا من مواجهة عدو مجرم متغطرس اصابه الغرور والتعالى على المجتمع الدولي وقوانينه واصبح خارج كل امكانية للمحاسبة .
المشهد الفلسطيني والحديث عنه بتفاصيله وعناوينه يجعلنا بموقف الاستحياء مما نحن عليه ... وما وصلنا اليه من فشل ذريع بسبب غياب ارادة واحدة نجتمع عليها .... ولا حتى هدف واحد نجمع عليه ... ولا وسيلة واحدة نقر بها ... لكل منا اجنداته واهدافه وبرنامجه .... وكل منا وقد اصابه الفشل الذريع ... ولم نعد نمتلك من مؤثرات التغيير في المعادلة القائمة وللاسف الشديد .
جهود كبيرة ومقدرة تبذلها الشقيقة مصر من أجل انهاء هذا الفصل الاسود والمأساوي الذي وصلنا اليه ... وكل منا يحاول ان يجتهد ... والى درجة المناكفة والمعاتبة والتعطيل لامكانية تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتمكين الحكومة وبسط السلطة الوطنية لسيطرتها الكاملة وتحملها الكامل لمسؤولية السكان واجتياجاتهم والخدمات المقدمة لهم .
نحن بحالة فراغ حكومي ... بل نحن بحالة فراغ لا نعرف لمن نوجه الاسئلة ... ومن الجهة التي نعاتبها ويمكن محاسبتها على قصورها وعدم اداءها لمهامها .... فهل سلطة الامر الواقع بالقطاع والمتحكمة بكل شئ ؟؟؟ ام السلطة الوطنية وحكومة التوافق والتي تمثل الشرعية الوطنية الفلسطينية والبعيدة عن امكانية تنفيذ أي شئ ؟؟.
حالة الفراغ الحكومي وغياب المسؤولية في ظل التهديدات بعدوان جديد يستهدف الدمار والقتل يجعلنا امام العديد من التساؤلات الواجب الاجابة عليها....حول من يتحمل مسؤولية العدوان والدمار اذا ما حدث لا سمح الله ... فاذا كان الجواب دولة الكيان فهذه الاجابة نعرفها منذ عقود طويلة باعتبارها دولة الاحتلال والعدوان وارتكاب الجرائم والذي لا محاسب لها .... لا من قبلنا ولا من قبل العالم بأسره ولا حتى عبر المؤسسات الدولية لانها دولة مارقة وفوق القانون ويساندها ويدعمها البيت الابيض وادارته المنحازة والتي حاولت منذ بداية عهدها ان تمرر ما تم تسميته بصفقة القرن .... في ظل معارضة فلسطينية وعربية فكان لهم ان يهددوا ويتوعدوا باحتلال القطاع وبضرب قوى المقاومه الا ان تهديداتهم في ظل اجماع الرفض الفلسطيني والعربي افقد المتأمرين قدرتهم على تمرير الصفقة اوعلى الاقل في الوقت الحالي .
تهديدات ووعيد في ظل الحديث عن عودة الجهود المصرية المباركة لاجراء المصالحة الفلسطينية وما صاحب هذه الجهود الخيرة من تهديدات ووعيد اسرائيلي جديد قديم .... بشن حرب طاحنة وتدميرية ضد القطاع وكأن اسرائيل تقول بلغة السياسة انها لا تريد المصالحة ... كما تقول بلغة القوة الابقاء على الحال لانه احسن مما كان .... واسرائيل بالحالتين ذات مكسب كبير وارباح فائضة في ظل خسارة فادحة ندفع ثمنها من دماءنا واجيالنا حاضرنا ومستقبلنا .
لسنا بموقف تحميل طرف على حساب طرف اخر ... لكننا بالمجمل وحتى لا نجامل بعضنا الى حد الضحك على انفسنا .... فاننا جميعا نتحمل مسؤولية ما الت اليه اوضاعنا وكل بنصيبه وحسب قدره وموقعه وسيطرته ..... الا ان هذا يعني الكثير من ضرورة المراجعة السريعه للاستجابة الاسرع للجهد المصري على طريق تنفيذ المصالحة وتمكين الحكومة وانهاء هذا الفصل المأساوي بكل نتائجه الحادثة ... وما يمكن ان تكون نتائجه القادمة من خطر شديد .

الكاتب : وفيق زنداح