هل ستنجح المصالحة الفلسطينية الفلسطينية

بقلم: هاني زهير مصبح

هل ستنجح هذه المرة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين رام الله وغزة بين فتح وحماس ؟
نعم ستنجح المصالحة هذه المرة لأن الاطراف الخارجية ذات التأثير السلبي في المرات السابقة تختلف في مواقفها هذه المرة ليس حبا فينا كفلسطينيين وإنما هي مصالح دولية كبري ومتغيرات شرق أوسطية تفرض متغيرات كثيرة، ومنها الشأن الفلسطيني ففي العشر سنوات الماضية كانت إسرائيل تري في استمرار الانقسام مصلحة تخدم كيانهم بالتهرب من التزاماتها التي تفرضها عليهم المجتمعات الدولية فلا يمكن تحقيق أي تقدم بالمفاوضات حول إقامة دولة فلسطينية في ظل انقسام فلسطيني فلسطيني ،ونجحت إسرائيل في كسب الوقت وتحقيق ما لم تحلم بتحقيقه في حقبة الانقسام بأن استطاعت نشر بؤر استيطانية كثيرة جدا وكبيرة جدا جدا في الضفة الغربية والقدس وبناء جدار الفصل العنصري الذي ابتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية رغم عدم شرعية بناء هذا الجدار، وبعد نجاح ترامب بالانتخابات الأمريكية واصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية استطاعت إسرائيل بتغيير القواعد الدولية من خلال اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس في ظل تواطأ عربي ودولي ولم نكتفي بهذا الحد فحسب، بل هناك المزيد من المؤامرات ومنها ما يعرف بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تمييع قضية اللاجئين وصهرها في شتي بقاع الأرض من خلال التوسع الجغرافي جنوبا نحو سيناء في مصر ومن اراد العودة من اللاجئين يعود إلي هناك ومن لا يرغب سيتم توطينه حيث هو موجود حيث أنه سيتم منح الفلسطينيين مساحة جغرافية في سيناء تعادل ضعفي مساحة قطاع غزة الحالية مع انشاء مطار وميناء داخل قطاع غزة وايضا سيتم تحويل غزة والتوسع الجديد نحو سيناء إلي مكان للاستثمار سيشهد تغير ملحوظ يحظى باهتمام كبير من بناء وتشييد ونهضة صناعية وتجارية وزراعية لم يسبق لها مثيل ،كل ذلك من اجل اتمام صفقة القرن التي مازلنا نحاول كفلسطينيين افشالها ولكننا للأسف مازلنا نراوح مكاننا ولم نستطع فعل شيء والجهة الوحيدة القادرة علي افشالها هو النظام المصري صاحب الأرض والسيادة .
من اجل أن تحقق إسرائيل مخططها في تطبيق صفقة القرن وكذلك القرار العنصري الذي جري التصويت عليه مؤخرا في الكنيست الذي يقر بقومية الدولة بمعني يهودية الدولة وهذا قرار عنصري يجب أن يواجه كل العالم فلا للعنصرية ولكن للأسف تعودنا بأن يكون للأمم مكيالين مكيال عدل يطبق علي الضعفاء ومكيال ظلم مكسور ومجرد من كل القيم والأعراف يجيز لإسرائيل كل ما تفعله من جرائم قتل وتدمير وتهجير وعنصرية ومخالفة القانون الدولي دون حسيب أو رقيب، ولكن إسرائيل تدرك جيدا بأن من اجل تنفيذ مخططها يجب أن تتحقق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ولذلك ستجد من كان يدعم الانقسام سابقا ستجده اليوم يؤيد المصالحة ويدعمها من اجل تحقيقها ولذلك ستنجح المصالحة الفلسطينية .
حيث كشفت القناة الإسرائيلية الأولى الرسمية عن مبادرة لتسوية سياسية اقتصادية متعددة الأطراف تشارك فيها الأمم المتحدة ومصر وروسيا والولايات المتحدة الامريكية والسلطة الفلسطينية وحماس لوضع حد للتوتر السائد على حدود قطاع غزة.. وأضاف المحلل السياسي للقناة "براك رفيد" أن هذه التفاصيل تنشر للمرة الأولى قائلا : نؤكد على إحراز تقدم كبير جدا في الاتصالات بين مصر وإسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية حول تسوية في قطاع غزة وأضاف : في وقت سابق من الاسبوع الماضي التقى نتنياهو مع عدة وزراء حيث قال لهم ذلك الحديث المغلق بأنه سيتم قريبا طرح مبادرة لتسوية سياسية في قطاع غزة بمشاركة إسرائيل وجهات دولية كالأمم المتحدة ومصر وأنه سيتم طرح هذا الأمر لمصادقة الحكومة. وقال المحلل السياسي إن هذه العملية تدار من قبل ثلاثة هم رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ومبعوث الأمم المتحدة ملادينوف والمستشار الكبير لترامب جارد كوشنير.
ويدور الحديث عن مبادرة تشمل عدة عناصر : وقف إطلاق نار في غزة وإعادة ترميم بنى تحتية حيوية بغزة وعودة السلطة الفلسطينية لغزة وهذه نقطة عليها علامة سؤال كبيرة¡ فكيف ستعود السلطة؟ فهل تنجح هذه المبادرة؟ نعم ستنجح وخلال الأسابيع القليلة القادمة سيترجم ذلك علي الأرض عمليا وعلي المستنكفين تجهيز أنفسهم للعودة إلي العمل .
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح