هل ينجح ميلادينوف ؟!...

بقلم: مازن صافي

تنشط وسائل الاعلام في نقل أخبار متعددة حول محاولات هدنة في غزة وإنعاش اقتصادي، ويظهر ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وكأنه المكوك السياسي أو المنقذ الاقتصادي الذي يحاول أن يتعامل مع الملفات كل على حدة ويربطها في أجندته في مجلد واحد، وآلية التعامل مع الأطراف كافة، السؤال هنا هل ينجح ميلادينوف في ميلاد واقع جديد في قطاع غزة خاصة والسلطة الوطنية عامة ..؟! في الوقت الذي نفى فيه أن تكون جهوده قد باءت بالفشل، وقال إنها لا تزال مستمرة.!

متزامنا مع وصول وفد رفيع المستوى من حركة فتح، واصل ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط جهوده لمحاولة تثبيت وقف إطلاق النار على جبهة قطاع غزة بين "إسرائيل" وحماس، وقد وصل أمس للقاهرة، بعد أن زار غزة مرتين متتاليتين في يوم واحد لأول مرة منذ سنوات، حيث قطع زيارته للرياض، في محاولة لمنع تدهور الأوضاع الأمنية ودخول الاحتلال في عملية عسكرية ضد غزة لا يرغب أي طرف فيها، ولتثبيت وقف إطلاق نار لمدة لا تقل عن خمسة أعوام والخوض بمراحل أخرى منها ملف الميناء بإشراف دولي، مع صفقة تشمل الجنود الإسرائيليين وقد نقل الاعلام العبري أن نتنياهو أبلغ «الكابنيت» خلال جلسة مغلقة أنه سيتم تقديم مبادرة سياسية بشأن غزة، بمشاريع دولية مدعومة من عدة أطراف، وإعادة تأهيلها، وإعادة السلطة الفلسطينية للقطاع.

في ظل الموقف الفلسطيني المعلن وللشهر السابع على التوالي بقطع كافة العلاقات والاتصالات السياسية مع واشنطن، ورفض القيادة الفلسطينية ما يعرف بــ"صفقة القرن" واعتبارها مؤامرة امريكية تصفوية ضد القضية الفلسطينية وتنفيذا للاملاءات الاسرائيلية، فقد أكد الرئيس محمود عباس، أن الحل السياسي الممكن يتمثل في إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 4 من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة، كطريق لانهاء الصراع، وكما يؤكد أن الادارة الأمريكية فقدت حقها كشريك في العملية السياسية كونها شريك كامل مع الاحتلال في عدوانه على حقوقنا وقضيتنا، وتتمسك السلطة الفلسطينية بأن م.ت.ف هي صاحبة الولاية السياسية على كافة الملفات، لأن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي من وقعت الاتفاقيات الخاصة بالسلطة وبالتالي ترفض الالتفاف عليها أو التعامل مع الملف الفلسطيني من خلال عدة بوابات.

وفي ظل تناقضات التصريحات والمواقف الاسرائيلية، نقف اليوم أمام كل هذا لنتساءل هل الجميع أمام مصير محاولات الساعات الأخيرة، فليبرمان الذي قرر المصادقة على توسيع مستوطنة "آدم" جنوب شرق رام الله، بإنشاء 400 وحدة استيطانية جديدة يطالب بالمصادقة على إعدام الفلسطينيين، ويصرح بأن "إسرائيل" لا تريد الانجرار لحرب جديدة، وتسعى وعبر أكثر من "وسيط" للعودة الى التفاهمات القديمة 2014 حول وقف إطلاق النار.

الآن يتضح لنا أن هناك ثمنا للاستقرار، والجميع يريد حصته منه، وفي نفس الوقت لا أحد يرغب أو قادر على التنازل عنه أو عن جزء منه، فهل ينجح ميلادينوف في مبادرته السياسية الاقتصادية الجديدة في توزيع الثمن بالرضا بين الجميع، بإعتقادي أن هذا الثمن لم تتضح معالمه بعد، ولكنه موجود على الطاولة، ولا أحد يرغب بأن تكون الكرة في طرفه، ولأن كل الأطراف تعلم أنها قد تتحول الى كرة منزوعة الفتيل وبإنتظار الصاعق الأخير، أو صفقة أو رزمة واحدة يوقع عليها الجميع.

بقلم/ د.مازن صافي