فشلتم بلديا، هل تعيدون التفكير لتصحيح نهجكم؟

بقلم: نبيل عودة

السياسة فن الممكن وليست فن المستحيل كما تتوهمون يا مصعب ورفاقه!

يقول المثل العربي "احترنا يا قرعة منين نبوسك"، لكن القرعة مكشوفة للشمس والهواء والناس في كل مكان. الذي اعنيه بالقلم العريض ان اسقاط الميزانية كان وراءه هدفا اوسع، اسقاط رئيس البلدية علي سلام وتعيين لجنة لإدارة شؤون البلدية. لعلهم بذلك يجعلون "العتمة على قدر يد الحرامي"!!

ما هو المكسب الذي كانت تطمح اليه الجبهة وحزبها الشيوعي او بعض من شخصيات التنظيمين؟

بصراحة لا رؤية واضحة، القول ان "لا ثقة لكم بعلي سلام"، هو قول مجازي لمراهقين سياسيين، يعيشون في جزيرة الجبهة المعزولة والمتفككة تنظيميا وسياسيا .. منذ دورة البلدية الأولى.

"لا ثقة لكم بعلي سلام" يعني انه لا ثقة لكم ب 62% من المصوتين ابناء الناصرة الذي دعموا علي سلام للرئاسة؟ هل توجد اهانة أكبر لمواطني الناصرة من هذا القول الفظ؟

هل كان اسقاطكم للميزانية لأن 62% من مواطني الناصرة اصحاب حق الانتخاب، نزعوا ثقتهم بطريقكم ونهجكم؟

احاول ان افهم تفكيركم وانا الذي تثقفت ووعيت وتعلمت في اهم مدرسة شيوعية في العالم، اولا من قادة مؤسسين للحزب الشيوعي، وثانيا من مدرسة العلوم الاجتماعية (المدرسة الشيوعية) في موسكو، عدا ما اكتسبته من تجربة نضالية وادارية وقيادية في الشبيبة الشيوعية والحزب الشيوعي والجبهة والاعلام الشيوعي والتثقيف الشيوعي، كنت محررا في مجلة الغد منذ عام  1962 وانا طالب بالصف التاسع، بعد ان نشرت لي الجديد قصة قصيرة وكنت اصغر كاتب قصصي وقتها، وتتلمذت اعلاميا وفكريا على يد ابرز مفكر واعلامي شيوعي الشاعر سالم جبران..

بصراحة عزيزي مصعب انت بعيد عن التفكير الشيوعي السليم.

السياسة اخي العزيز هي فن الممكن، وليس فن المستحيل. تصويتكم ضد الميزانية يليق بمراهقين سياسيين، فاقدين للمنطق الفكري والسياسي والعقلي البسيط. وتصريحك يا طيب للصحافة الذي تقول فيه عن قرار وزارة الداخلية بحل المجلس البلدية بأنه: "قرارا غير مفاجئ" و "انه منذ اللحظة الأولى، بعد فشل رئيس البلدية بتمرير الميزانية، قلنا ان الانتخابات ستجري في موعدها وسيبقى الحق بتقرير مصير ومستقبل المدينة في يد اهلها". هذا من ضرب فتح البخت وضرب المندل وليس التفكير السياسي المنطقي.

هل مستقبل الناصرة الآن في يد اهلها ام في يد علي سلام بدون وجودكم (الذي لم تكن له قيمة أصلا) وبدون ملاحقتكم الفاشلة عبر القضاء لعرقلة نشاط البلدية؟

يا مصعب انصحك بإعادة التفكير، لو كنت مكانك لقدمت استقالتي بسبب تجاهل حزبك واعلامه لك شخصيا.

انت واهم بما تسوقه لك صحيفة بائسة ومحرريها وستلحق والحقت بك الضرر اكثر مما تفيدك. عزيزي لماذا تتجاهلك صحيفة الحزب الشيوعي "الاتحاد"؟ لماذا لا يقوم موقع الجبهة الديموقراطية بتسويقك اعلاميا بدل خربشات منقذ زعبي الكاريكاتورية؟

موقفكم ضد الميزانية، كان من باب فن المستحيل. هو موقف يتجاهل اهمية الدور الايجابي للمعارضة في الحفاظ على سلة الخدمات. استعرضت واستفسرت عما يجري في السلطات المحلية في اسرائيل، العربية واليهودية، واكتشفت انه فقط مصعب دخان وجبهته المتفككة، همهم ليس مواطني الناصرة واقرار ميزانية خدمات بزيادة 30 مليون شيكل، بل اسقاط رئيس حصل على 62% من الأصوات. فمن هو العقلاني يا مصعب؟

انصحك مرة اخرى حافظ على اسمك ومكانتك كابن الناصرة، لأنك لن تصل الى حلمك البعيد الأشبه بحلم انسان عاق بالجنة، ولن تكون اكثر من عضو بلدية لا قيمة لموقفه. ومعلوماتي الدقيقة من هيئات الحزب التي تصلني من رفاق يعتبرونني شيوعيا اكثر من كل قادة حزبهم، ان الحزب في حيرة من امره، بعض شخصياته تحذر من ترشيح مصعب دخان من رؤيتهم انه لا يملك مقومات تمثيلية شعبية  قادرة على جذب الناخبين، وهو شخصية مغمورة، يتحدثون عنك بأنك شاب دمث الأخلاق، طيب، ومتحمس،  وهذا صحيح، لكن هذا لا يصنع شخصية انتخابية لجرف الأصوات، خاصة بعد الفشل المدوي للرئيس السابق رامز جرايسي الذي لا يمكن انكار قدراته الادارية والشخصية في جذب الناخبين، ورغم ذلك سقط في مواجهة شخص فرد لا حزب يدعمه بل شكل قائمة شخصية بسرعة وارتجال وخاض معركة انا شخصيا لم اتوقع له اكثر من مقعدين او ثلاثة، لكن النتائج اجبرتني ان اعيد حساباتي وأصحح تفكيري، واستعيد تصرفات الجبهة من يومها الأول في بلدية الناصرة.

 بصراحة عزيزي مصعب: لم اتفاجأ ان تسقط الجبهة، مفاجأتي كانت انها صمدت 40 سنة.

فكر بمنطق يا مصعب، لا تغامر مع صبيان بات الحزب والجبهة ملعبهم التجريبي. سنظل نحبك لأنك ابن مدينتنا، رغم جريمة اسقاط الميزانية ومغامرة حل المجلس وتوقعك ان يُعفى علي سلام ايضا وهذا لم يتحقق.

انت تتجاهل اهم حقيقة سياسية وتنظيمية ان علي سلام لم يهبط من القمر بل هبط من تنظيم الجبهة الذي لم يصن الأمانة والاحترام لأعضاء تنظيمه.

بقلم/ نبيل عودة