أمريكا ... رأس الحربة في تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين

بقلم: غسان مصطفى الشامي

تقود الإدارة الأمريكية وبدعم من الرئيس ( ترامب)  مخطط خبيث وخطير  يستهدف تصفية وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين والالتفاف على حق العودة الثابت بهدف شطبه من مواثيق وقرارات الأمم المتحدة؛ حيث تبذل إدارة ( ترامب ) جهود مضنية، وتعقد لقاءات مكوكية يوميا من أجل تنفيذ شروط المخططات الأمريكية والمؤامرة الخبيثة على قضية اللاجئين وهي تتساوق مع صفقة القرن الأمريكية والتي يتم تنفيذها خلال فترة رئاسة ( ترامب ) .

حديثا كشفت صحيفة عبرية في الكيان عن تقرير أمريكي خطير سري يوصي باعتماد عدد ( 40 ) ألف فلسطيني فقط كلاجئين، وهم الذين لا زالوا أحياءً منذ النكبة عام 1948؛ حيث أوضحت صحيفة ( إسرائيل اليوم ) في تقريرها  أن لدى مجلس الشيوخ الأمريكي ( الكونجرس ) توصية باعتماد الخطط الأمريكية المشددة في التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين والتعامل مع غيرهم من اللاجئين في العالم، فيما تقضي المخططات  الأمريكية باعتماد اللاجئين الفلسطينيين الأجداد  الذين تم تهجيرهم من ديارهم خلال نكبة فلسطين عام 1948م دون الاعتراف بأبنائهم أو أحفادهم كلاجئين، وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن القانون الأمريكي المقترح يسمح للولايات المتحدة بدعم وكالة الغوث الدولية فقط حال موافقة الأخيرة على تقليص أعداد اللاجئين المسجلين رسميا في سجلاتها  ( 5.3 ) مليون لاجئ فلسطيني على مستوى العالم إلى (40 ألفا) فقط  خاصة اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في قطاع غزة.

 ويرى كاتب المقال أن المخطط الأمريكي السري يفضح الدور الأمريكي الخطير في تصفية وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وعدم الاعتراف بأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني مشتتين في أصقاع العالم ومحرومين من العودة إلى ديارهم والحصول على حقهم في التعويض.

ويؤكد الكاتب على أن الخطورة الأكبر في المخطط الأمريكي هو ما تحدث عنه مقدم هذا المشروع للكونجرس الأمريكي حيث  ادعى عضو كونغرس جمهوري السيناتور (داغ لامبوران) من ولاية (كولورادو) الأمريكية صاحب المشروع؛ أن هذا المشروع سيُدخل إصلاحات كبيرة في عمل وكالة ( الاونروا) حيث لا يعترف بالفلسطينيين في غزة كلاجئين، بل كأفراد يعيشون تحت حكم منظمة إرهابية"، على حد قوله.

إن هذا المخطط الأمريكي يكشف المستور ويفضح الدور الأمريكي الخبيث في قضية اللاجئين، ويؤكد على مضي الإدارة الأمريكي في مخططاتها التي بدأت من وقف المساعدات الأمريكية الممنوحة لــ ( الاونروا)، بل وحث الكثير من الدول الأوربية على وقف المساعدات للوكالة من أجل السير قدما في مخططات إنهاء وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين .

إن القرار الأمريكي هو محاولة صهيونية أمريكية محكومة بالفشل وتضرب عرض الحائط كافة المعاهدات والقوانين الأممية التي تنص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948م كذلك يخالف المشروع الأمريكي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، التي كفلت حق اللاجئين، وخاصة القرار الأممي ( 194).

يكشف المخطط الأمريكي السري عن مدى العداء وحدق إدارة ( ترامب)  على أبناء شعبنا الفلسطيني، وهو يؤكد على  أن استهداف (الأونروا) يسير ضمن مخطط مبرمج يتساوق مع توجهات الاحتلال الصهيوني في استهداف ( الأونروا).

إن إدارة  ( ترامب) تضرب عرض الحائط كافة المعاهدات والمواثيق التي صدرت عن الأمم المتحدة أبرزها القرار الأممي ( 194) وهو من أهم القرارات الأممية التاريخي يؤكد على حقوق اللاجئين الفلسطينيين الثابتة، وقد تم تأكيده في الجمعية العامة  للأمم المتحدة ( 135 ) مرة وهو ينص على نكبة وتهجير الشعب الفلسطيني وعودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم، ولابد على الأمم المتحدة الدفاع عن هذا القرار التاريخي والوقوف في وجه  المخططات الأمريكية؛ بل على الأمم المتحدة ألا تسمح للإدارة الأمريكية السيطرة العليا على قرارات الأمم المتحدة وأن تكون بمثابة الرقيب والحسيب على كل ما يصدر من المؤسسات الأممية من قرارات وتشريعات مصيرية تمس دول العالم أجمع.

إن المشاريع الأمريكية الصهيونية الخطيرة التي تستهدف اللاجئين الفلسطينيين والالتفاف على حقوقهم التاريخية المشروعة إنما هي جزء من صفقة القرن الأمريكية التي تستهدف توطين اللاجئين في غزة والضفة المحتلة وإنهاء حق العودة وإنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وإغلاق مقراتها وإغلاق ملف اللاجئين الفلسطينيين الذي يشكل قلق دائم للكيان الصهيوني والأمريكان .

يتوجب علينا كفلسطينيين وعرب وأحرار يدعمون القضية الفلسطينية مواجهة المخططات الأمريكية الخطيرة التي تستهدف القضية الفلسطينية وتستهدف قضية اللاجئين وحق العودة، ولابد من التحرك العاجل من قبل الدبلوماسية العربية والسفارات العربية وتحريك هذه القضية في هيئات الأمم المتحدة وعدم الصمت والسكوت على هذه المخططات الخطيرة التي تستهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وشطب حق العودة.

إلى الملتقى ،،

قلم/ غسان الشامي