في ظل ما يجري من تطورات على الصعيد الفلسطيني خاصة بعد اجتماع المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة وما صدر عنه ، وعقد لقاء مع الفصائل الفلسطينية يؤكد بأن هناك شئ قادم وخاصة بعد التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في مسيرات العودة ، بالإضافة إلى الاتصالات التي يجريها منسق عملية السلام في الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف.
من هنا نرى ان هناك شيئ يجب اخذه بعين الاعتبار وخاصة بعد اللقاءات التي تمت في مصر بين وفدي حركة فتح وحركة حماس موافقة حماس على الشروط المصرية المترافقة ايضا مع المساعي القطرية حول حلول ازمة غزة الانسانية والتهدئة مع الاحتلال ، مع إصرار بعض القوى على استمرار مسيرات العودة، حتى تحقيق أهدافها، وهذا يؤكد اننا أمام توقعات، ولم نصل حتى اللحظة للقول، أن هناك اتفاق حددت معالمه.
لهذا نقول من موقعنا انه من الخطأ تقديم ثمن سياسي مقابل التهدئة، لاننا ندرك ان الثمن السياسي الذي يريده الاحتلال هو تهيئة المناخ للقبول برؤيته لنهاية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وذلك من خلال خلق وقائع على الأرض، تحول دون إمكانية تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني
لذلك نحن امام واقع صعب ، ولكن يجب ان تبقى مسيرات العودة تشكل نقطة تحول في مسيرة النضال من أجل التمسك بالأهداف والحقوق السياسية لشعبنا.
امام هذه الظروف نحن نتطلع الى تطبيق بنود المصالحة التي تم التوافق عليها في اجتماعات القاهرة سابقا , والا فأن الأزمات ستستمر وتتواصل ،ومن هنا نقول ان شعبنا الذي يواصل نضاله في قطاع غزة والقدس والخان الاحمر قد اذهل العالم ، رغم اننا نعي يان قطاع غزة يعيش أزمات صعبة والحلول المستحيلة, لذلك لن نتفاجـأ حينما يشعر المواطن الفلسطيني بالقلق, ويعبر عن مخاوفه من الحلول المطروحة ، لهذا نأمل ونتمنى أن تصل مصر الى مصالحة حقيقية ومن خلال تتولى حكومة التوافق الوطني كامل صلاحياتها في قطاع غزة والعمل على حل الأزمات, ورفع الحصار عن قطاع غزة, بعد هذه السنين الصعبة من الألم والمعاناة, وان تحقق آمال وطموحات شعبنا الفلسطيني, وان يشعر الجميع بالمسؤولية تجاه هذا الشعب العظيم, الذي ضحى بأغلى ما يملك من اجل قضيته, ومستعد للتضحيات الجسام حتى زوال الاحتلال عن الارض الفلسطينية المغتصبة, انه شعب يستحق أن ينعم بحياة كريمة وآمنة وعزيزة, فهل انتم قادرون على منحه ما يستحق, إنا لمنتظرون.
وامام خطورة المرحلة نحذر من الشروط المفروضة مقابل بعض التسهيلات المعيشية التي لا ترقى لمرتبة تخفيف الحصار، بل هدفها تقويض أسس هوية الشعب الفلسطيني الوطنية، وتعطل قدرة غزة على المساهمة في الفعل الوطني .
ختاما : لا بد من القول ، لا يمكن لفصيل وطني قبول الصمت في مواجهة التهويد والاستيطان المستمر، وكذلك يستحيل أن تقبل الفصائل والقوى أن تكون شاهدة زور على تقسيم جديد للشعب الفلسطيني، فعلى الكل الوطني ان يتحمل المسؤولية عن هذه الكارثة المقبلة، من خلال رفض المشروع الامريكي الصهيوني الرجعي الذي يستهدف تقطيع اوصال الوطن من خلال تمرير صفقة القرن ، الا اننا نقول بان الشعب الفلسطيني الذي قدم كل التضحيات سيكون بالمرصاد لكل من يحاول النيل من حقوقه الوطنية المشروعة وتضحياته الذي قدمها على طريق تحرير الارض والانسان .
بقلم/ عباس الجمعة