كما رأينا بأن اجتماعات أستانا عشرة أخفقت في تحديد تقرير مصير إدلب، لكن يبدو بأن إدلب ستكون أصعب من غيرها من المحافظات السورية، بسبب تواجد تركيا في الشمال السوري، وتوحّد فصائل المعارضة السورية في جبهة واحدة، كما أن تركيا تريد الاحتفاظ بخطوط نفوذ في سوريا ما بعد الحرب، لكن كما رأينا من خلال الاجتماعات، التي نتجت عن مباحثات أستانا عشرة، فالكفة مالت إلى حل وسط على الأقل في هذه المرحلة، كما أن روسيا وإيران وسورية اتفقت على تأجيل الهجوم على إدلب، وأمهلت روسيا تركيا شهرا لحسم ملف إدلب، لكن السؤال هنا هل الحل الوسط الذي اقترح سيدوم لمدة طويلة؟ فعلى الأرجح بأن الحل الوسط لن يدوم لعدة أسباب منها أن أنقرة فشلت في التعامل مع وضع إدلب، وهناك سبب آخر وهو حوار النظام السوري مع الأكراد، لكن على الأرجح يبدو بأن النظام السوري سيقبل حلا وسطيا مع الأكراد..
فالمتابع لقضية محافظة إدلب يرى المشهد الميداني فيها معقدا، ورغم أن أنقرة حاولت انتزاع تعهّدات روسيّة وإيرانية من أجل تبريد جبهة إدلب التي باتت المشكلة الأصعب في تحديد مصيرها، وفي ظل تعقيد المشهد تبقى ورقة الأكراد، فهل الأكراد سيلعبون دورا محوريا في معارك القضاء على المتطرّفين، وتحرير إدلب منهم، في حال طلبت دمشق منهم التدخل.. فالوضع في إدلب ضبابيا، على الأقل في هذه المرحلة، لكن يبقى الانتظار لمهلة موسكو لأنقرة لحسم ملف إدلب، التي تبدو من أصعب المحافظات نتيجة تجمع المسلحين فيها..
عطا الله شاهين