ليس من باب كسب التعاطف الإنساني ، رغم أنه حق وواجب على كل إنسان في هذا العالم ، ولكافة أصحاب الضمائر الحية والمطالبين بحقوق الإنسان ، والملتزمين بقواعد القانون الدولي الإنساني وملاحقه وبنوده، والتي تعطي كامل الحق لكل شعب وانسان بالحرية والإستقلال وتقرير المصير ، كما تعطي كامل الحقوق بالأمن والأمان والإستقرار ، كما توفر متطلبات العيش بكرامة ، في ظل معدلات مقبولة من الدخل ، ومستوى مقبول من الحياة الأدمية بكافة متطلباتها .
نحن لنا حقوق كثيرة متعددة الجوانب والأسماء ، لأنها ضائعة بفعل فاعل ، ومغيبة بفعل عوامل عديدة أساسها الاحتلال وجرائمه ومجازره .
احتلال جاثم على صدورنا ، يقتلع أشجارنا ويعمل على تزييف التاريخ ، بنهب خيراتنا ،والتلاعب بأثارنا وتدنيس مقدساتنا ، وحتى بقتل أطفالنا وشيوخنا وشبابنا وأمهاتنا في ظل ممارسات احتلالية قائمة على الإجرام والإرهاب ، والقتل في كل مكان وزمان .
لا غرابة عزيزي القارئ وأنت تقرأ عن أم تقتل وفي بطنها جنين ، وأن تقتل ابنتها ....إنها إيناس الأم الحامل ....وابنتها الطفلة بيان من عائلة أبو خماش ...عائلة فلسطينية كما كافة الأسر التي تعيش داخل منزلها ويأتيها القصف من حيث لا تدري ، ودون ذنب اقترفوه إلا أنهم أصحاب هذه الأرض ويعيشون بكنفها ويسعون لتحقيق أمالهم في العيش بحرية وكرامة .
امرأة حامل بعمر الشباب تقتل بما في بطنها وبجانبها ابنتها الطفلة لأنهم يهددون أمن مدن غلاف غزة ، لأنهم يهددون الغاصبين والمغتصبين ، لأن هذه المرأة الحامل ايناس وابنتها الطفلة بيان يشكلون خطرا على أمن الاحتلال .
روايات إسرائيلية لا علاقة لها بالواقع ولا الحقيقة ،وجميعها روايات مزيفة مخادعة لخداع الرأي العام العالمي ، على أنهم بحالة دفاع عن النفس ، وأنهم مهددين ويسعون لتحقيق أمنهم المزعوم ، أكاذيب وافتراءات وتضليل وخداع في مضمون رسالتهم الإعلامية الخالية من الصدق والمصداقية ، والتي تؤكد على أن هذا الغاصب المجرم بإرهابه المستمر وعدم التزامه بالقانون الدولي الإنساني وحتى بقرارات الشرعية الدولية ، يؤكد على ضرورة العمل لمحاسبته أمام المحاكم الدولية والمحافل السياسية .
كيان غاصب ...قاتل ...حتى للأمهات والأطفال ويدمر المنازل على رؤوس ساكنيها ، انهم قتلة اليوم ، هم ذاتهم قتلة الأمس ، وهم قتلة الغد ، بكل لحظة يقتلون ...يدمرون ويمارسون ارهابهم، لأنهم لا يجدون قانون ومجتمع دولي يحاسبهم ويحافظ على الحقوق الإنسانية والأدمية للبشر الذين يقتلون أمام مرأى ومسمع العالم .
مجتمع دولي اذا ما صح التعبير لازال محكوما بمصالحه ...بأولوياته دون قيم ومبادئ ملزمة ،لا يحاسب فيها القاتل والإرهابي ، لكنه لا يتردد في صياغة سياساته لمحاسبة المقتول ، وحتى محاسبة وطلب اغلاق مؤسساته الإنسانية كما يحدث مع الأونروا وقطع المساعدات الإنسانية ، فهل يعقل العيش بزمن غياب الإنسانية ومؤسساتها وحتى قتل الأم الحامل وابنتها الصغيرة دون أصوات غاضبة ؟ .
المدربة الدولية والإعلامية: ريم وفيق زنداح