لا بد تأصيل الصراع

بقلم: عباس الجمعة

في ظل الصمود الفلسطيني بمواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ، نتطلع الى رفض البعض دعوة حضور اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني ، وهنا نتساءل هل نترك الامور على ما هي ، او نعمل من اجل أوسع إطار وطني لتنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية شراكة وطنية حقيقية،  العمل من اجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته لإسقاط صفقة القرن والتأكيد على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

ان ما يجري اليوم من تحالفات إقليمية أو دولية، تهدف إلى حرف البوصلة عن الصراع الرئيسي مع الاحتلال من خلال نية الإدارة الأمريكية، تشكيل "ناتو عربي" لمواجهة إيران، يكون الكيان الصهيوني داعمًا له.

وفي ظل كل ما يجري نرى إجراءات تتخذها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بتقليص خدماتها وإنهائها لخدمات مئات الموظفين والعاملين، تحت يافطة العجز وعدم اعطاء الدول المانحة الاموال الكافية وهي أزمة مفتعلة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وتهدف إلى إلغاء هذه المؤسسة كونها شاهد حي على النكبة الفلسطينية، وعلى وجود قضية اللاجئين.

من هنا يجب ان يرفع الصوت عاليا لمطالبة المجتمع الدولي والدول العربية بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه سد عجز وكالة الاونروا ،  بما يضمن استمرار عمل "الأونروا" في اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، إلى أن يتم إقرار حل نهائي لقضيتهم بعودتهم إلى ديارهم.

وفي ظل هذه الاوضاع نسمع عما  يسمى بـ"السلام الاقتصادي"، بحيث تتحول قضية قطاع  غزة  من قضية سياسية وطنية إلى قضية إنسانية يتم حلها بتحسين الأوضاع الاقتصادية، وفرض هدنة طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني.

وامام كل ذلك نرى صمود الخان الأحمر في وجه القرار الاسرائيلي القاضي بهدم الخان وترحيل سكانه، حيث اكد الشعب الفلسطيني تمسكه بارضه كاملة ، كما رسالة مسيرات العودة ، فهذه أيقونة الصمود تنتفض في وجه المحتل وكل المؤامرات الصهيوأميركية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

لذلك نقول للجميع شعبنا مشتت، وموجود في الضفة والقطاع والقدس واماكن اللجوء والشتات و48، وهناك مخطط يستهدف تجزئة وتقسيم الشعب الفلسطيني، فلا بد من الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وهويته وهذا لا يتم إلا من خلال الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية ، عنوان وحدة هذا الشعب كشعب موحد في الداخل والخارج.

ختاما: لا بد تأصيل الصراع والتناقض الرئيسي مع الاحتلال والمشاركة الشعبية موحدة و فاعلة واستعادة الثقة بوحدة كل مرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتأطير طاقات الشعب في مقاومة شاملة مع الاحتلال ومشاريعه  حتى دحره عن ارض فلسطين وتحقيق الاهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال.

 

بقلم / عباس الجمعة

كاتب سياسي