تعود فكرة إنشاء دولة لليهود في فلسطين لليهودي "سباتاي زيفي" والفضل في ذلك لــ "روكسانة" أو "روكزيلان" اليهودية الأصل زوجة السلطان سليمان القانوني الذي تولى الخلافة العثمانية سنة 1520حيث كان تأثيرها قوياً عليه وبفضلها سُمح لليهود بالتمكن من تكوين ما يشبه اللوبي اليهودي في دولة الخلافة العثمانية، تآمرت على الصدر الأعظم إبراهيم باشا وقتلته لصالح تنصيب صهرها مكانه، وخلعت ولي العهد مصطفى ابن سليمان القانوني ونصَّبت مكانه ابنها سليم الثاني ، واستطاعت أن تعطي الحق لليهود المهاجرين للدولة العثمانية في الإقامة بها فتمركزوا في مدينة "سالونيك" ليشكلوا فيما بعد ما يسمى في التاريخ بتكتل "يهود الدونمة" ، تحت زعامة اليهودي المتلون " سباتاي زيفي" الذي يعد أول من دعا لإنشاء دولة لليهود فى "أرض الميعاد" بفلسطين، وهو بذلك يسبق زعيم الصهيونية العالمي تيودور هرتزل بقرون ، لكنه لم يقف على باب السلطان العثماني طالباً الإذن بالدخول، فقد كان بفضلها رئيس حجاب السلطان وأمين بوابته الملكية، يُدخِل عليه من يشاء ويمنع من يشاء. وفي نهاية القرن الثامن عشر وبالتحديد في العام 1798 دعا نابليون بونابرت اليهود للعودة إلى فلسطين وفي عام 1838أعادت بريطانيا الفكرة على يد أنتوني أشلي كوبر- لورد شافتسبري السابع ، وفي عام 1840 حاول السفير البريطاني إقناع الخليفة العثماني بالفكرة وفي عام 1885 رفع العلم اليهودي فوق المستعمرات اليهودية في فلسطين.. وظهرت الحركة الصهيونية رسمياً ولأول مرة عام 1892 أعقب ذلك نشر كتاب “الدولة اليهودية ” في عام 1896 ، تلاه انعقاد أول مؤتمر صهيوني في عام 1897 في بال بسويسرا عقب ذلك وفي ذات العام تم تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية وفي عام 1907ظهرت فكرة اليهود لتطوير الأراضي في فلسطين وفي عام 1911 طالبوا تركيا بالاعتراف باللغة العبرية وخلال سنوات ( 1921 – 1925 ) اشترت الحركة الصهيونية من الإقطاعي اللبناني " سرسق " مرج ابن عامر بأراضيه وقراه، وكان الثمن ( 80 قرشاً للدونم الواحد ) و تم ذلك بإشراف ومباركة بريطانية .. وكانت هذه اكبر صفقة لبيع الأرض في تاريخ نكبة فلسطين ، ففي سنة 1869 أقدمت الدولة العثمانية على بيع مرج ابن عامر إلى ثلاثة من كبار الملاك وتجار الأراضي البرجوازيين المقربين من السلطان العثماني آنذاك وأحد هؤلاء الثلاثة الإقطاعي السيئ الصيت والسمعة " سرسق " .. بهذه الصفقة نجحت الحركة الصهيونية وبحماية بريطانية وبيد إقطاعية من إخراج أهالي المرج من قراهم وبيوتهم وأراضيهم وقذفتهم بأطفالهم ونسائهم تائهين مشردين ، وفي عام 1917 كان وعد بلفور في رسالة معروف نصها للجميع إلى روتشيلد. وفي عام 1920 تم رسمياً إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين حيث ابتدئ فعلياً العمل على تحويل الوعد إلى حقيقة على أرض الواقع .
عبدالحميد الهمشري كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
Abuzaher2006yahoocom