يدانون من افواههم

بقلم: سميح خلف

في الغالب التبرير والتعليل لمواقف اكثر سوءا  واذا ما اعتمدنا على نصوص حركات التحرر والثورات  يعتبر سلوك من اوجه الخيانه او الفشل الذي يؤدي الى التورط في خيانة وطنية ، وهذا ما اعتدنا عليه عبر عقود  من الذين كانوا لهم  ميول بالاتصال  بالاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الاسرائيلي واكثر من ذلك ، والتوقف عند اول محطة تسمح لهم بذلك وتحت شعار سيكولوجي بحت انهم تعبوا من النضال وان لهم ان يقتطفوا ثمار تعبهم ، وهي تلك المهزلة والسلوك الذي مارسته تلك القيادة  وكثير من صفها الاول والثاني والثالث ، وفي خروج واضح وفاضح عن نصوص الثورات وحركات التحرر الوطني ، في ذاك الوقت  ومنذ اكثر من اربعة عقود  ليرتكبوا الجرم والخطيئة بحق طموحات شعب حمل البندقية ليسترد تاريخه ووجوده على الارض الفلسطينية  وتحت ذريعة التبرير والتعليل  والتلكؤ.

 

اردت من هذه المقدمة ان اشرح وان افضح ما جاء في رسالة محمد المدني عضو المركزية واحد كبار مساعدي الشهيد القائد ابو جهاد ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع والقوى والاحزاب الاسرائيلية والموجهة الى اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة اسرائيل (bds) والتي تتهم فيهلجنة التواصل بالتطبيع مع اسرائيل على اثر اجتماع بينها وبين قوى واحزاب اسرائيلية في ايرلندا وجدير بالذكر ان مجلس النواب الايرلندي قاد انشطة وقوانيين تدعو لمقاطعة المنتجات للمستوطنات مما يعني ان هذا الاجتماع تطبيعي بامتياز ويهدف لاعاقة وتعطيل لجنة bdsوالقوى الايرلندية المناصر وعلى العموم ،وقبل كل هذا الا يشعر المدني  بنكث الوعد والقسم والوفاء لنهج ابو جهاد  الذي دفع بحياته ثمنا له، ولكن للاسف كثير منهم نكثوا اعهد  مقابل ناطقي اعلاميين ووزراء  وامتيازات  وباعوا ابو جهاد على اول محطة وربما من قبل ذلك مقابل  ارضاءا لنرجسياتهم المريضة  والتحقوا باوسلو واصبحو يمثلون حالة فاجرة من اختطاف فتح ومنظمة التحرير وليحلوا لهم صنع  كل ما فعلوه بحق الشعب والوطن ، وهم تلك النماذج والنوعيات  التي تحدث عنها ابو اياد مبكرا عندما قال "  كل ما اخشاه ان تصبح  الخيانة وجهة نظر "" وجنون من يتخلى عن سلاحه ويفاوض العدو "" ابو اياد لم يكن مجنونا  او في حالة هذيان هو مفكر الثورة  وهو اديبها وهو مؤسس اجهزتها الامنية الفاعلة  بعيدا عن مجموعات ابو الليل وابو الغضب وابو النوارس وابو الدم .

 

يدانون من افواههم وليس من افواه احد  وهذا هو حال محمد المدني  ورسالته:

رسالة محمد المدني  تحتوى على مغالطات كبرى  يريد تسويقها ردا على اتهام لايس لهم بالتطبيع وهذه حقيقة  لا يشكك فيها احد

 

اولا : اتفاق اوسلو يتجاوز التطبيع الى الاعتراف والتنسيق الامني والحاق الاقتصاد الفلسطيني بعجلة اقتصاد الاحتلال

 

ثانيا : التعزية في قتلى الجيش الاسرائيلي والمستوطنيين اليس تطبيعا

ثالثا : التعزية في شمعون بيرز اليس تطبيعا

 

رابعا: تبادل الزيارات في اجواء من  الارتياح والابتسامات اليس تطبيعا

خامسا: والسؤال هنا في ظل اتفاق اوسلو هل هناك حالة اشتباك ام العمل ببنودها

 

يبرر المدني سلوك لجنة التواصل بانها اتت بقرار رئاسي من ابومازن في عام 2012 م  وتم اعتمادة من قبل منظمة التحرير وما سمي المؤتمر السابع والمجلس المركزي  وهو صنع حالة اشتباك مباشر مع القوى والاحزاب الاسرائيلية ومؤسسات المجتمع المدني  واقناعهم بحل الدولتين  واستخدام اللغة الناعمة في توضيح وجهة النظر الفلسطينية  بوجه سلمي لما يهدف له الفلسطينيين حسب قوله وحالة اشتباك لتوضيح فائدة السلام امام غسل الدماغ فكريا وثقافيا الذ يمارس على الاسرائيليين  وفي نفس الرسالة مستشهدا بالحل المرحلي عام 74م وقرارات مؤتمر الجزائر عم 88م .

 

اولا ياسيد مدني : الحل المرحلي هو اقامة الدولة على اي جزء محرر واقامة سلطة وطنية على طريق تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وما جاء في رسالتك في مكان اخر يتناقض مع ذلك  حيث اصبحت الدولة على حدود 67م  هو هدف استراتيجي ضمن حل دائم وحل متفق عليه بالنسبة للاجئين بناء على المبادرة العربية  وهنا تحريف للحل المرحلي وخروج عنه

ثانيا قرارات المجلس الوطني وما سمي المؤتمر السابع  مشكوك في شرعيتهما  فهو لا يستند للنظام والقانون الاساسي من حيث الاعداد والاسماء والقوى المشاركة وبالتالي  اي قرارات صادرة  غير شرعية وغير ملزمة

ثالثا : هل لجنة التواصل غيرت من المناخ الفكري للاسرائليين ام كل ما اوضحته  الدراسات واستطلاعات الرأي  توضح ان الاسرائليين جميعا متفقين حول يهودا والساامرة والقدس .

 

ثالثا: هل لجنتكم ونشاطاتكم حدت من الاستيطان ام في تلك الفترة منذ عام 2012 وهو قرار تشكيل لجنتكم زاد الاستيطان بشكل مكثف  اي يعني ان الاسرائيليون متفقون على نهب الاراضي ، واريد ان اهمس في اذنك يا سيد مدني  ، هل من اليهود اتى الى هذه الارض وهو لا يعرف انه اتوا كمغتصبين للارض ومجندين في صفوف المستوطنيين والجيش.

 

اتفق معك بما اشرت له ومنذ منتصف السبعينات من القرن الماضي  عندما اتخذ قرار بقتل فتح وردم اهدافها ومبادئها  واقرت القيادة بالاتصال بالاسرائيليين كاحزاب  اليسار وغيره ولقاء يوري افنيري في بيروت ولقاءات الدنمارك والنرويج وسويسرا وجنيف  وغيره من الاماكن   وهو سلوك ليس تفاوضي او حالة اشتباك بقدر ان نهج اراد ان يستمر ارواح الشهداء ويقرصن على مصير شعب .

 

واخيرا الا يكفيكم حالة الاشتبك لمباشر كما تدعي ( التطبيع) في داخل فلسطين المحتلة ،  لتذهبوا الى ايرلندا لتجتمعوا هناك ، ما معنى ذلك وايرلندا تشهد نشاطات على المستوى الرسمي والشعبي لمقاطعة منتجات المستوطنات ، انه التطبيع بعينه يا سيد مدني واكثر من ذلك ، تبريراتكم وتعليلاتكم وسلوككم غير مقبول ، وانتم مدانون من افواهكم وسلوكم

سميح خلف