ما أن أحس بأنها ،سوف تأخذه بعيدا عن الواقع الذي يحياه ،وانه كلما اقترب منها أكثر …شعر بدوار ٍ غريب يعتريه ، يفقده صوابه يختلج مشاعره ،ورشده …دوار يجتذب ، عقله وجسده ، كما الدوامات العارمة، بل كما النداهات القابعة على حواف الترع أو الأنهار في ظلمات الليل الكالحة السواد ، لذا …كان عليه أن يقفز من عربات القطار على أقرب ِ تله ٍ رملية بعيدا عن عجلات القطار … حاول الهروب دون أدنى سبب في لحظة توقف مع النفس، لكنه دوما يحن إليها يحن إلى تلك القضبان الحديدية المتلاصقة والممتدة ، والتي تذكره بملامح دربه الطويل ،وتذكره بها ، رغم التوأمة الروحانية ونشوة اللقاء…نعم تلك التي أطلق عليها سيدة القطار …! ،ولا يدري هل يعود للمحطة من جديد فينتظر القطار وعندئذ ، يكابد عراكاته بين الخيال والواقع ، أم أنه قد اختار وبكل إصرار الهروب ، حتى من ذاته قناعة منه بروعة الواقع والرضا به…؟!
بقلمي /حامد أبوعمرة