العيد طفولة ضائعة ...وحقوق مهدورة

بقلم: ريم وفيق زنداح

نستقبل عيد الأضحى المبارك ونحن نرفع أيادينا إلى السماء داعين رب العزة والجلالة أن يجعل من أيامنا أجمل، ومن طفولة أبنائنا سعادة غامرة ...ومن حقوقنا الإنسانية حقوق فطرية ومكتسبة دون إنقاص .
العيد فرحة يجب أن نعيشها ...برغم الألام المحيطة بنا والمتداخلة بحياتنا .
العيد فرحة للأبناء كما فرحة للأمهات والأباء ...فرصة سانحة لأيام مباركة، نتطلع فيها إلى رسم ملامح حياة جميلة أساسها المحبة والتسامح ، ما بين الأسرة والمجتمع.
أيام فضيلة ومباركة تقبل فيها الأعمال والدعوات من كل إنسان أمن بربه وبرسالته الدينية والإنسانية .
العيد يأتي علينا ونحن نستذكر طفولتنا والأيام الجميلة، كما وننظر إلى طفولة هذا الزمن الذي تضيع فيه الحقوق وتنتهك فيه إنسانية البشر .
أيام نعيشها بذاكرة الزمن الجميل والأعياد التي قضيناها نلعب ونلهو ونأكل الحلوى، ونعيش طفولتنا كما طفولة أطفال العالم ، نعيش شبابنا كما كافة شباب العالم ، نعيش بداخل أسرتنا كما كل اسرة بهذا العالم ، فرحة غامرة ووقت مليء بالسعادة والفرح والسرور ...أيام لا نجلد فيها ذاتنا ،ولا نقسوا فيها على أنفسنا ، ولا نعيش على الأطلال وما ضاع منا وما فقدنا .
كتب علينا أن يأتي علينا العيد كما الأعياد السابقة وطفولة أبنائنا تضيع رويدا رويدا ،وحقوقنا الإنسانية يتم انتهاكها واهدارها أمام أعين العالم بأسره .
لا جديد بهذا العيد إلا المزيد من الألام والأوجاع والاحتياجات العديدة التي لا تستطيع إمكانيات الأسرة أن تلبيها، في ظل طفولة بريئة على فطرتها تطالب بحقوقها كما وتطالب بحقها في أن تلعب وتمرح وأن يتم شراء الألعاب لها، كما شراء الحلويات والملابس الجديدة .
هذه الطفولة الضائعة بزحمة الحياة وظروفها وملابساتها الضائعة، بزحمة التصريحات والمزايدات الغير مسؤولة الضائعة في ظل الحقوق المهدورة والواجبات المغيبة والمسؤولية التي نبحث عنها ولا نجدها ، ومن يتهربون منها .
العيد وقد جاء بتوقيته الزماني والمكاني ليطل علينا ويطالبنا بأن نفرح، وأن نُفرح من حولنا ...وأن ننشر السعادة بين كل أحبائنا ، وداخل مجتمعنا والإنسانية برمتنا.
هذا العيد الذي وجد رحمة لبني الإنسان ، ومحبة وتسامح وانهاء للأحقاد والكراهية ، جاء العيد ليرسم ابتسامة ضاعت ،وفرحة فقدت وألام تسيطر على كافة مناحي حياتنا .
جاء العيد وكتب علينا أن نفرح رغم أنف مرارة الواقع ورغم طفولة أبنائنا الضائعة ،وحقوقنا المهدورة لأننا وجدنا على هذه الأرض وخلقنا لكي نفرح ، وأن نعيش أيامنا وانسانيتنا بكل محبة وإخلاص ....وأن نطوي صفحة الكراهية والأحقاد، كما صفحة المزايدات والتطاول والتجريح، والتي تفسد علينا حياتنا وتغيب عنا وعن أطفالنا فرحة العيد، كما غيبت وأهدرت الكثير من حقوقنا .
وكل عام وأنتم بخير
المدربة الدولية والإعلامية : ريم وفيق زنداح