الأبجديّةُ تلتقي بالبحرِ..بالغاباتِ..بالسّحرِ المبينْ
واللاذقيّةُ زورقُ الأحْلامِ.والسّرِّ الدَّفينُ.هي جنَّةُ الإبداعِ.والآلاءِ..
لؤلؤةُ المُحالْ.والسنديانُ..ورياحُ عَصْفٍ.عاتياتٍ
كي يطلَّ ربيعُها.الآخَّاذُ.تحظى بانبعاثِ.الأّوَّلينْ
يا أنتِ.. يا وَجعي.وحضنُ الأمِّ.. ضوعُ الياسمينْ
وحضنُ الأمِّ.. ضوعُ الياسمينْ.يا لاذقيّةُ..
يا صلاةَ الأوَّلينَ..ويا صلاةَ الآخرينْ.يا لاذقيّةُ..( بلقيس أحمد)
أكتب حتى أعرف كيف أفكر(جون ديديون)
يبدو أن الكاتب الجيد هو الذي يكتب عن نفسه، وعينه دائما على الخيط الرفيع الذي يمر عليه و على الأشياء(رالف والدو امرسو)
أوصى بأن لا يبكيه أحد ( حنا مينا ولد بتاريخ 9/3/1924م وتوفي بتاريخ 21/8/2018م ، روائي سوري ولد في مدينة اللاذقية . ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب ، ويعد أحد كبار كتاب الرواية العربية ، حيث تتميز رواياته بالواقعية )
عشرات السنين والروائي حنا مينا في لهيب المعركة وهو مع الأمل مع النهار مع قطرات المطر وجذور الشجر المكسوة بتراب الوطن وعروق الصخر والحجر مع الحياة.
مضى الروائي حنا مينا وكل الأشياء بين كفيه وفي دمه حتى آخر لحظة احتفظ بندى الفجر الآتي المشع بشراسة الموقف المنحاز الى الوطن و المنساب بين ذرات رمل الوطن.
إننا ونحن الفلسطينيين مثلنا مثل اشقائنا السوريين نودع هذا الشامخ العملاق الروائي حنا مينا ننعش ذاكرتنا بالأهات والمناحات. وما يواسينا في خضم هذه الفواجع أن أمثال هذا الكاتب الروائي المبدع يموتون ويحيون رغم أنف الزمان والمكان فهم يسكنون عيوننا وقلوبنا وجوانحنا وجوارحنا. مخلدون في ذاكرة الأيام ، وإننا في لوعة هذا الفراق الموجع ، نرفع الى عائلة العملاق الكبير حنا مينا كُلَ ما تحملهُ الحروف من مواساة منذ أول دمعة سَحَت من عين حزين وإلى هذه اللحظة الراعشة ألماً من وجع الفراق فإلى جنات الخلود يا توأم قلوبنا .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لكل هذه الاسباب ، يمثل رحيل الروائي حنا مينا خسارة ليس لذويه ومحبيه فحسب وهم كثر ، بل وللسوريين والعرب ايضا ، فان الدرس الذي يستمد من سيرة شخص كالروائي حنا مينا يختزل بجملة واحدة : اذا تعارضت الايدولوجيا مع الوطنية ، فان الوطني يختار سوريا . وهذا ما كان .
(أ.د.حنا عيسى)