الكل منغمس في صفقة القرن بشكل مباشر او غير مباشر عرب وفلسطينيون واروبيون وغيره والكل يستنكر اعلاميا والشعب اخر من يعلم للاسف لا يريد احدان يضع الحقيقة امام الشعب اما في اعتبارهم ان الشعوب هي مجرد خراف او ان الشعوب ليست في مستوى المسؤلية ، وقيادات تجبن على قول الحقيقة ومقدار انخراطها في تلك الصفقة وعلنا نفاجأ قريبا كما فوجئنا بهلع من صفقة اوسلو ولكن هذه المرة قد يكون الواقع اكثر ايلاما والقطار يستنفر سرعته القسوى في مبارة التناقض التناقض العربي ووكل يريد ان يضع بصماته واطروحاته وقدراته على شعب انقسم قسمين ثقافيا بين حماس واطروحاتها وفتح اوسلو واطروحاتها لتتمايز هذه الثقافة بفواصل وجدران الاولى ثقافة التطبيع والتنسيق والعمل في المستوطنات والتملق لمسؤول الشؤون المدنية في الضفة للحكومة الاسرائيلية وفريق في غزة يدعو للمقاومة بكافة السبل ولا يخفى على احد امتزج هذا الطرح مع الطموحات الحزبية وان تكون بديل وتجب ما قبله وحصار خانق على 2 مليون فلسطيني من فقر وتجويع ليصبح لاي طرح انساني معنى وذو مذاق يختلف عن الحصار ويتلهف له النخب قبل العامة .
المهم الكل منخرط بشكل او باخر والكل يلعب لعبة الحاوي وبمقدار اجادته للعبة لتحميل المسؤلية للاخر ولكن الحقيقة لعب فيها الظروف الموضوعية والذاتية وما كان يمكن ان يفعله الفلسطينيون من ثلاث عقود ليس بمقدورهم فعله الان امام التوافق الاقليمي والدولي ورغباته وتطلعاته لكيفية وضع الحلول للقضية فسقطت المبادرة العربية كما سقط القرار 194 والقرار 181 وكافة القرارات الاممية وحل الدولتين وسقطت اوسلو ولم يبقى الا اثارها وتداعياتها .
لم تستطيع اوسلو تصفية القضية الفلسطينية ولكن عملت عليها وكانت حاضنة لكل فكر واطروحة للتخلص من القضية واللاجئين والارض والقدس ولذلك كان قرار ترامب بخصوص القدس وكانت جراءة ترامب ليعرض صفقة القرن التي يشارك في صياغتها ليست الخارجية الامريكية فقط او السي اي ايه بل دول اخرى اوروبية وعربية وكان مفتاح التحرك غزة بمأسيها وقرارات عباس واضعاف فتح وادلجة ثقافتها بما يتناسب مع اوسلو امنيا واقتصاديا واداريا والانقسام الممنهج التي حضرت له السلطة بنقل كل ملفاتها ووزاراتها واعلامها وتلفزيونها الى الضفة بما فيها الوكالة الرسمية وفا وقبل الاحداث المؤلمة عام 2007 بثلاث شهور وهي كافية .
على ما اعتقداتخذ القرار دوليا واقليميا بتجاوز السلطة والبدء التدريجي في تنفيذ صفقة القرن بالمدخل الانساني ذو الجوهر السياسي لدويلة في غزة تكرس وجودها تدريجيا من خلال مؤسسات سيادية ملزمة بتعهدات واتفاقيات اما الضفة فمصيرها سيصبح مرتبط بالمفهوم السياسي لمشروع القرار المقدم للكنيست بعقوبة السجن لكل من يرفع علم فلسطين وهذا يؤسس الى ضم بعض المناطق في الضفة والبعض الاخر بالاردن وكنتونات ادارية امنية اقتصادية في الضفة اي سنشهد تغير في الرؤية الدولية في التعامل مع الفلسطينيين وواقعهم والقرارات الصادرة من الجمعية العامة واهمها القرار عام 2012 بفلسطين دولة مراقب ستاخذه غزة فيما بعد وسنتهي حقبة منظمة التحرير فتحاويي الضفة سيكونون منشغلين في مراكز قواهم بين الجنوب والشمال والوسط
تسوية تنفذ اقليميا وبواقع الجغرافيا .
سيكتب التاريخ في مدونات الصادقين ان الشعب الفلسطيني ابتلي بقيادات قزمية لم تعمل الا لتحقيق مصالحها الشخصية وبطانتها من حولها اما الكذابين فسيكتبون كما كتب من قبلهم في اللات والعزة.
ارى بانه اتفاق دولي لما حدث في عام 2007 مرورا سابقا بالانتخابات التشريعية
الانقسام وجد ليبقى لتطبيق اليات الحل المنتظر للصراع كنتونات ادارية ملحق بعضها بالاردن وكنتونات ادارية اخرى ملحقة امنيا باسرائيل في الضفة ودويلة في غزة
الانقسام ممهد له مسبقا بترحيل كل الادارات والطواقم بما فيها الاذاعة والتلفيزيون قبل الاحداث بثلاث شهور
اخلاء جميع المقرات بتعليمات >
- قطع الرواتب والعقوبات على غزة وهي ممنهجة
- بوابة الحل الانساني لغزة بعد حصار وعقوبات صارمة
- الضفة مقبلة بعد عباس على فصل رام الله كمركز للسلطة عن الجنوب والشمال من الضفة الغربية في صراحات بين محاور القوى في تلك المدن والاقاليم التي يمهد لها كل طرف من الاطراف بمليشيات وحالات تجاذب في كل قطاعات حركة فتح والسلطة باجهزتها الامنية
وسيتوه قميص الفلسطينيين بين الفصائل كل يلقي التهمة على الاخر ، في حين كان بالامكان عودة الجميع لفلسطينيتهم ولوطنيتهم ويتغلبوا على مصالحهم الخاصة والحزبية ويقاوموا الضغوط بالاستقالات الجماعية سواء كانت هذه الضغوط اقليمية او دولية او مالية ، واما ان تعود القضية لمنشأها بعناصرها وابجدياتها ويختار الشعب طريقته لمقاومة الصفقة وبيع فلسطين بالقطاعي او الانخراط في تلك الصفقة ايضا بمقاولين جماعيا وفرادى ، ففي عصرنا هذا كل شيء له ثمن والحلول الانسانية المطروحة لابد ان يكون لها ثمن وخاصة مع رئيس امريكي يعمل رجل اعمال كل بثمنه ، وكما قال ترامب : من السخف ان يبقوا اللاجئين بشكل دائم ولكن يجب ان ينتهي هذا الواقع بالبحث لهم عن فرصة عمل ... وهنا اكتفي بذلك
سميح خلف