قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"صدق الله العظيم "
أخي الشهيد/ خميس عبد الجواد - أبو خليل
نم قرير العين وأغمض جفناك وابتسم أخي الشهيد,أن قوافل الشهداء لا تمضي سدى,إنما الذي يمضي هو الطغيان وقسماً بالذي مد الجنان ومرج البحر ورفع السماء بلا عمد وبسط الأرض لن تذهب دمائكم الطاهرة سدى وستبقى نبراساً يضيء الطريق لكل الأوفياء وستظل دمائكم الزكية لعنة إلى يوم القيامة تطارد هؤلاء القتلة الخارجين عن القانون حتى يوم حتفكم إلى جهنم وبئس المصير ،
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ورجل مقدام من رجالات جهاز فتح العاصفة "اللجان الشعبية الجناح العسكري المسلح لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والذي ارتقى شهيداً على يد الغدر والخيانة بدم بارد دون واعز من دين أو ضمير إنساني,واعلم أن الحديث في حضرة الشهداء ليس بالأمر الهين ومهما تحدثنا بفصاحة اللسان وبلاغة الكلمة وسحر رونق جمالها وطهارة صورتها التي تملؤها الطهارة والنقاء والصفاء,في سياق سيرتهم العطرة على سطور مقالي المتواضع,فلن نوفيهم حقهم هؤلاء الشهداء العظام/ انه الشهيد البطل/خميس عوض محمد عبد الجواد " أبو خليل"..
ولد الشهيد/ خميس عوض محمد عبد الجواد والمكنى"أبو خليل"في مخيم جباليا مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 4/10/1969م فهو متزوج وأب وله من الأبناء أربع بنات وهم/ خلود - حنين- غدير- نغم- أما الأولاد فهم/ خليل- نعيم وتتكون عائلته الفاضلة من الأم والأب والذين هم على قيد الحياة,وله من الإخوة 8 أفراد بما فيهم خميس وهم على النحو التالي/ محمد عاشور- ناهد- باسم- فضل- خميس- محمود- سعد- راضي- ويأتي خميس في الترتيب الخامس, وقد ارتقى إلى العلا شهيداً مخضباً بدمائه الطاهرة على أيدي الغدر والخيانة في شمال قطاع غزة بتاريخ 25/8/2004م عن عمر يناهز أربعة وثلاثين عاماً .
نشأ وترعرع شهيدنا البطل/ خميس عوض محمد عبد الجواد في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور عائلته إلى بلدة يافا والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح وسكنوا بيت لاهيا وبعدها انتقلوا إلى مخيم جباليا وسكنوا مع أهل يافا وبعدها استقر بهم المطاف للسكن في مشروع بيت لاهيا, تلقى تعليمه الدراسي في مدرسة الابتدائية الأيوبية والإعدادية في مدرسة الفاخورة وكالة الغوث ولم يكمل تعليمة وتوجه للعمل ليعيل عائلته بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة ....
محطات مضيئة في حياة الشهيد/ خميس عوض محمد عبد الجواد أبو خليل.
التحق شهيدنا البطل خميس في جهاز فتح العاصفة "اللجان الشعبية" تحت قيادة شقيقة ناهد أبو عوض بقيادة الشهيد احمد أبو بطيحان
عمل في جهاز المخابرات العامة 1997م برتبة مساعد وعندما استشهد ترقى إلى رتبة ملازم
كيفية استشهاد الشهيد/ خميس عوض محمد عبد الجواد /
في حديثي مع شقيق الشهيد الأخ المناضل/ ناهد عوض عبد الجواد"أبو عوض"أحد مؤسسين جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في قطاع غزة, موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة الاغتيال التي تعرض لها شقيقة الشهيد أبو خليل..
تعرض موكب نائب رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية العميد/أحمد شنيورة والشهير باسم"طارق أبو رجب"ممثلة بقيادة الأخ المناضل المرحوم اللواء/ أمين الهندي الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة,عند الساعة التاسعة وخمسين دقيقة من صباح يوم الخميس الموافق 25 اغطس/2004م حيث نصب عدد من المسلحين الملثمين كميناً له أثناء توجهه إلى عملة في منطقة السودانية شمال مدنية غزة على طريق البحر في اتجاه مقر المخابرات/وقد شرعوا الملثمين المسلحين بعد أن نادوا على العميد/ أبو رجب والذي كان يسير في موكب مكون من سيارتين بإطلاق النار بشكل عشوائي وإلقاء قنبلة يدوية على السيارة التي كان يقودها السائق الشهيد/ خميس عبد الجواد وهي من نوع جيمس أمريكي ابيض والتي كانت تقل العميد/ طارق أبو رجب والمرافق النقيب/ سمير حجو,وبعد تنفيذ جريمتهم النكراء لاذوا بالفرار/
وقد أصيب في هذه العملية الجبانة العميد/طارق أبو رجب بعيارين ناريين في ذراعه اليسرى وصدره وقد ارتقى شهيدا إلى العلا على يد الغدر والخيانة خلال هذه العملية الجبانة الشهيد/ خميس عبد الجواد عن عمر يناهز الـ 35 عاماً نتيجة إصابته بعدة أعيرة نارية في الرقبة والوجه والصدر،والمرافق الشهيد / سمير حجو عن عمر يناهز الـ (35 عاماً)اثر إصابته بعيار ناري في الصدر،وأصيب ثلاثة آخرون، أحدهم إصابته بالغة.وانقلبت سيارته اثر محاولة عملية الاغتيال وقد وتم نقل الشهداء والمصابين إلى مستشفي الشفاء وقد نجا وقتها بأعجوبة من الموت العميد أبو رجب وتم علاجه وتعافي من الإصابة بعناية ورعاية الله نتيجة إلقاء المرافق النقيب/سمير حجو بجسد على العميد لحمايته من الرصاص,
وفور شيوع خبر محاولة الاغتيال الجبانة عمت المظاهرات الغاضبة والمنددة بارتكاب الجريمة النكراء والتي ارتكبتها أيدي الغدر والخيانة, وقد زحفت الجماهير الغفيرة إلى مستشفى الشفاء وتم إحضار جثمان الشهيد/ خميس أبو خليل في مراسم جنائزية رسمية وشعبية مهيبة وصولاً إلى محافظة الشمال ...
وشارك في تشييع جنازة الشهيد"أبو خليل"كبار الشخصيات القيادية من حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية والأجهزة الأمنية وحمل الشهيد على الأكتاف وتوجه المشيعون إلى منزله حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته، وأقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد عز الدين القسام، ودع جثمانه الطاهر الآف من أبناء شعبنا وسار موكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث وارى الثرى في مقبرة بيت لاهيا...
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ خميس عوض محمد عبد الجواد - أبو خليل
المجد للشهداء والعهد بأن نبقى الأوفياء
والحرية لأسرانا والشفاء العاجل لجرحانا...
اللهم ارحم الشهيد خميس عوض محمد عبد الجواد أبو خليل
واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...
بقلم/ سامي فودة