في الذكرى 25 لتوقيع اعلان اتفاق المباديء اوسلو في حديقة البيت اﻻبيض وأمام كاميرات العالم، وقد تفاجأ العالم آنذاك بهذه التطورات في الصراع العربي اﻻسرائيلي، وفتحت نافذة من اﻻمل بالمنطقة؛ سرعان ما حوله التطرف اﻻسرائيلي وغياب الراعي اﻻمريكي والضعف اﻻوروبي الى تدمير واجتياحات وقصف وحصار وقتل للرئيس ياسر عرفات الذى نادى بسﻻم الشجعان حتى حمل سﻻح الشجعان للدفاع عن شعبه وقضيته أمام تطورات عسكرية اسرائيلية وارهاب المستوطنين في المدن والقرى الفلسطينية.
اليوم تنهي ادارة ترامب الفصل اﻻخير من عملية السﻻم وقد شاركت في اغتيالها والتمثيل بجثتها عبر قرارات حمقاء اتخذها ونفذها صاحب نظرية السحق الاقتصادي الرئيس ترامب، وها هو اليوم يلغي المساعدة السنوية اﻻمريكية لﻻونروا تمهيدا ﻻتخاذ قرار قانوني بالغاء تعريف الﻻجيء الفلسطيني والغاء المنظمة الدولية بنفس اﻻلية التي اعترف من خﻻلها بالقدس عاصمة ﻻسرائيل ونقل السفارة اﻻمريكية لها ولم تستطع المواقف والقرارات الدولية ان تحول دون التنفيذ مما يعني عدم قدرة العالم على الوقوف في وجه التغول اﻻمريكي وعداءها السافر للشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته وتاريخه وهويته.
ادارة ترامب ﻻ تعمل وفق أهواء أو ضرب بالرمل بل وفق استيراتيجية ممتدة ﻻ تشمل فلسطين فحسب بل تمتد لباقي دول المنطقة وايضا في ظل مواقف اعﻻمية دولية دون القدرة الواضحة ﻻتخاذ مواقف مضادة وعملية تنهى دور واشنطن في تمدد الدولة القومية اليهودية وتفتيت المنظومة العربية واعادة تشكيل الحدود بين الدول بل تشجيع الفوضى والدماء والتشريد فيها.
الكل الفلسطيني يجب ان يواجه قرار ترامب ويجب انهاء اﻻنقسام الفلسطيني الذي يبدو هامشيا جدا امام كل التحديات واﻻخطار المحدقة بكل فلسطيني فوق اﻻرض الفلسطينية وفي الشتات.
على الجميع انتهاز الفرصة واعلان التعبئة الوطنية الشاملة ﻻن امريكا قد اعلنت الحرب على حقوق شعبنا التاريخية السياسية واﻻجتماعية واﻻقتصادية بانقﻻبها على القوانين والمواثيق واﻻتفاقيات الدولية.
بقلم/ د.مازن صافي