للأسف الشديد كل محاولات إستثمار دماء الشهداء التي أريقت بدم بارد وتضحيات آلاف المصابين التي تهشمت عظامهم وبترت أطرافهم أو تعرضوا لتشوهات خلال مواجهات مسيرة العودة باءت بالفشل نتيجة إساءة قيادة الحراك بسبب حرف بوصلتها نحو أهداف حزبية ضيقة,مما تسبب في إخماد نيرانها المتأججة وإجهاضها إلى حد ما,والنتيجة التي تمخضت عنها المواجهات الدامية في مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة هي" صفر" في مواجهه الكيان المسخ دون تحقيق أي مكاسب سياسية أو أمنية أو حتى أمور لوجستية تتعلق بتحسين الوضع الإنساني والظروف الحياتية والمعيشية لأهلنا المغلوب على أمرة في قطاع غزة للأسباب تتعلق بغايات خاصة "في نفس يعقوب"
على الجميع أن يعي بان حركة فتح هي الرقم الصعب في أي معادلة قادمة وان محاولات الشيطنة والعبث في محاولة تجاوز الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير لن يكتب له النجاح وذلك لأنه الشرعية الدولية والولاية القانونية هي للسلطة الوطنية و م- ت- ف التي بإمكانها إحباط أي معادلة مشبوهة الهدف من وراءها تحقيق أي مكاسب حزبية مقيتة على حساب المشروع الوطني والقضية الفلسطينية...
أن اقصر الطرق لمسار قطار المصالحة الوطنية لإنهاء معاناة شعبنا وطي صفحة الانقسام البغيض والخروج من عنق الزجاجة هو التمكين الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية وعودة غزة إلى حضن الشرعية دون ذلك هو مضيعة للوقت وان الهروب من الاستحقاقات الوطنية لا يجدي نفعاً بالقبول بهدنة مذلة لا ترتقي إلى حجم تضحيات أبناء شعبنا الفلسطيني,
وفي النهاية مهما طال الزمن أو قصر لن يرحمكم التاريخ ولا الشعب أمام هذا الاستخفاف والاستهتار بعقول أبناء شعبنا الفلسطيني من الشعارات البراقة والخطب الجوفاء والرؤى المجردة والوعود الكاذبة وهو يشاهد ويرى بأم عينة الوضع الكارثي من قتل للإنسان وتدمير مقدرات وانجازات عمدت بدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى طوال سنين مسيرة الثورة الفلسطينية...
فعلموا أن الدهر دولاب يوم معك ويوم عليك...
والله من وراء القصد
بقلم الكاتب/سامي إبراهيم فودة