أنت من أنت

بقلم: هاني زهير مصبح

تأتي علينا الاقدار يوما فلا اعلم من انت

وتأتي عليك ساعات تهجر فيها نفسك

حتى انت اصبحت لا تعلم من انت

تاهت منك معالم جسدك النحيف

في ليالي السهر الطويلة

لا ارى منك الا ملامح وجه الطفولة

وبقايا من قلب عاشق

اسمع صدى صمتك يهتف للأوجاع كفا

شيب اعتلى الراس قبل المشيب

وتعاريج غزت وجه بات ينتظر المغيب

فعن اي حب تفتش

عن اي ذات بت تبحث

اعن ذاتك السجينة داخل شكوكك

ام عن ذات لم تجدها الا هناك

في عيون تحجرت ومقلة هجرتها الدموع

وعلى شفتاي التي لم تعد تعرف للبسمة طريق

ابحث.. فتش حيث تشاء

ابحث عني في احشاء السماء

وبين طيات الارض

لعلك تجدني في قبور العاشقين

او مساكن اهل الهوى المعذبين

فتش عني في خطوط يدك

في ضحكة الطفل البريء

او حتى في انوثة امرأة تحجرت كالجليد

اصرخ ..حطم ما تشاء واجعل غضبك

يصعد لعنان السماء

او اكتم بركانك واقتل شبح الانانية بداخلك

فانت كما انت لم يغير فيك الزمان شيئا

سوى معالم وجهك

تعشق وتهوى بجنون

وتخلص للمحبوب حتى وان ادركك المنون

ولكنك في الهجر تمتلك اروع الفنون

تمتلك بداخل مدينتك اكبر السجون

فانت بارع في اشكال التعذيب

لا تستجديك صرخات امرأة

وتستهويك الدموع

وباتت الأنّات والآهات الحان تطرب مسامعك

فعن اي ذات تفتش وعن اي رجل تبحث

فانت اضعت الغريب

هناك تواريت مع الغبار ومع الضجيج

ولم يعد احد يسمع صوتك

فقد غطى عليه زحام المدينة

وعن اي حب عدت تتكلم ؟؟

عن اي حب وقد غطاه الجليد

وحجبته عنا الغيوم

وضاع بين سطور الاتهام

وفي طيات الورق

وبين القرارات الصارمة والصكوك

أاشتكي همي وابث حزني لك

كيف هذا لي وانت الجلاد والقاضي

بت طريحة اعتاب محكمتك

انتظر منك يا سيدي القاضي

ان ترفع الجلسة وتنطق بالحكم

فانا اعلم انه لا مجال لي ان ادافع عن موكلتي

فقد انتهى الامر وبت انتظر الحكم

فما آن للشمس ان تحمل الشفق وترحل

وما آن لليل ان يرفع عنا ستاره

وان يهجر القمر عيون ذلك الساهر

غريبي بت طريحة ابوابك

فلا قوانين ولا اعراف تدين هوانا

اني انتظر خلف القضبان

وانا سجينة هواك

فالقرار قرارك

ويوما سوف تجد ذاتك التي تبحث عنها

ولكنك لن تجدها في اي امرأة غيري

اقولها بكل ثقة قد منحتني ايها انت

يا ساهر ليلي كن القاضي العادل

ولا تطعن قلب بات يسكن بين ضلوعك

فان كان الرحيل والهجران

لا عاد يجدي الندم

ولا عاد يشفع الصفح والغفران

بقلم/ هاني مصبح