بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والثلاثون للتوقيع على إتفاق أوسلو ..
اتخمنا على مدار اليومين الماضيين بكثير من المقالات والتصريحات للبعض بشأن التبرؤ من إتفاق أوسلو ... وفيها نفاق لا يطاق بل وجهل لما حصل وكيف حصل ... وللأسف معظمهم كانوا ممن إستفادوا ولا زالوا من أوسلو .... وسطروا تلك المقالات وصدحوا بتلك التصريحات عبر الإذاعات والرائيات.
إسمحوا لي أن أقول .. وأن أتحدث معلقاً على هذا الحدث ..
ليس الخطأ في الاختيار ... إنما كان في التطبيق .... من دمر أوسلو...؟... أوسلو دمره تحالف اليمين الصهيوني الفلسطيني ...... ومحركهم في ذلك كان القرار الأمريكي للأسف إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه ...!
على أية حال أوسلو تم قبره من قبل الطرفين ... وبات تاريخا أو جزء من التاريخ السياسي والديبلوماسي للصراع ... الذي لن يتوقف وسوف يتواصل ...
علينا أن ندرك أن لحظة التوقيع على أوسلو كانت ومثلت لحظة إنكسار المشروع الصهيوني وليس ذروة إنتصاره ... لذا كان الإنقلاب على الإتفاق من ملاك المشروع الأمريكان وأدواتهم في ذلك اليمين الفلسطيني أولا ...
ثم اليمين الإسرائيلي ثانيا حيث أعطى الأول المبرر للثاني للتخلص من التزامات أوسلو من جهة والاجهاز على قوى السلام في الكيان الصهيوني من جهة أخرى ...!
أنا شخصيا .. لست ممن استفادوا لا من أوسلو ولا من غيره ...
لكن هذا لا يمنعني من القراءة السياسية التاريخية الموضوعية للحدث ... فإذا كان له بعض الإيجابيات التي من الخطأ الفادح إنكارها أو تركها تذروها العواصف والرياح ويتلقطها المتبعرون فيما بعد ...
فإن له الكثير من السلبيات وقد أشرت إليها في مقالات عديدة سابقا .... منذ التوقيع على الإتفاق في ١٣ سبتمبر ١٩٩٣م ....
الواجب القيام به اليوم هو المراجعة الموضوعية وقراءة المستجدات والمتغيرات بدقة متناهية والبناء والتثمير على الإيجابيات المتحققة والقائمة وهي مهمة ...
ومعالجة الأخطاء والسلبيات العديدة والظاهرة للعيان لإستخلاص السياسة القادرة في ظل جملة المتغيرات على الحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة وانتزاعها...الخ .. وللحديث بقية.
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس