ما من شك بأن إنشاء السلطة الفلسطينية على بقعة أرض فلسطينية كان له أثر جيد في قلوب الفلسطينيين، لا سيما عند تأسيس أول سلطة الفلسطينية على أراض كانت محتلة، وكان همّ السلطة هو قيام دولة فلسطينية بعد انقضاء خمس سنوات بحسب اتفاقية المبادئ، لكن إسرائيل واصلت تعنتها ورفضها لأية حلول، مما ظلت العملية السلمية تراوح مكانها، والشهيد ياسر عرفات أبى أن يتنازل عن الثوابت الوطنية في عام 2000 ، واندلعت انتفاضة الأقصى بعدما دخل أرائيل شارون باحات المسجد الأقصى وحوصر الشهيد ياسر عرفات في المقاطعة، ولم تعد هناك مناطق ألف بعدما اخترقت إسرائيل الاتفاقية، وظلت تقتحم فوات الاحتلال مناطق السيادة الفلسطينية منذ عام 2000 وحتى اللحظة، وتعثرت المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي خلال ربع قرن مر على توقيع اتفاقية أوسلو ..
وخلال ربع قرن تسارعت وتيرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وقطعت أوصال الضفة الغربية، من أجل منع قيام دولة فلسطينية، وها نحن وصلنا إلى حال سيء من جراء سياسة الاحتلال المستمرة في انتهاكاتها، رغم أن الفلسطينيين يريدون السلام، ولكن دون أن يتنازلوا عن الثوابت الوطنية.
فبعد مرور ربع قرن على أوسلو نرى بأن الإدارة الأمريكية تحاول فرض حل من خلال صفقة القرن التي هي بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، لكن ما من شك بأن الفلسطينيين لن يقبلوا بهكذا صفقة ويريدون من خلالها إعطاء كل شيء للإسرائيليين، وها الإدارة الأمريكية تضغط على الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، وتضغط على الفلسطينيين من خلال فرضها عقوبات من قطع مساعدات وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن قبل أيام، فبعد كل هذا أين وصلنا بعد ربع قرن على اتفاقية أوسلو؟..
بقلم/ عطا الله شاهين