الصفحة الجديدة ستغلق لأن الناصرة تستاهل أكثر: تستاهل علي سلام

بقلم: نبيل عودة

انسحاب مصعب دخان لم يعد مجرد معلومات نشرها نبيل عودة، واعتبرها بعض خفيفي الظل والعقل، مجرد تحريض. كان واضحا لي منذ البداية إصرار قيادة الجبهة القطرية والحزب الشيوعي على طرح اسم مرشح يظنون، بورطتهم .. انه سينقذ ما لم ينقذه أصحاب الوزن الانتخابي، واشتغلوا على وليد عفيفي لإقناعه، وأعلن وليد انه بعد مشاورات مع تنظيمات سياسية وغيرها، طبعا بدون تدخل الأمم المتحدة .. قرر ترشيح نفسه للانتخابات.

نرحب به وبكل من يختار طريق الفشل بدون تفكير وتقييم لمكانته. هذا يذكرني بشخصية "جودو" من مسرحية صموئيل بيكيت العبثية "في انتظار غودو" التي تدور حول شخصيات معدمة، مهمشة، ومنعزلة تنتظر شخصاً يدعى "غودو" ليغيّر حياتهم نحو الأفضل، فانتظري يا جبهة. الآن ننتظر الجزء الثاني من المسرحية الجبهوية العبثية، بإقناع مصعب دخان بطي صفحته الجديدة مع الصفحات القديمة، والله اشعر بحزن كبير على مصعب إذا انسحب لمصلحة مرشح لا علاقة سياسية له بالجبهة او حزبها الشيوعي، انما وهم مخجل للجبهة وحزبها الشيوعي والقيادات الفاشلة ان وليد عفيفي هو عجلة الإنقاذ لحركة قادت الناصرة 40 سنة، واليوم لا تتجرأ على طرح مرشح من صفوفها .. او لا تجد مرشحا جبهويا كامل الأوصاف ليفتن المصوتين!!

كل عجلات الإنقاذ فرغت من الهواء ... لأن فكرهم لم يعد الفكر الجبهوي الذي بنيت على قاعدته جبهة الناصرة، قلت بوضوح من اللحظة الأولى ما كان يصلني من داخل اجتماعات حزبية وجبهوية، أن رفاقه الشيوعيين والجبهويين، شطبوا على مصعب دخان من اليوم الأول، فاحتضنته صحيفة بالكاد يراها أبناء الناصرة وسوقته مقابل إعلانات ليست مجانية طبعا، وجعلت منه بعبعا يخيف علي سلام .. بل فصل له أحد المهرجين تاجا ملكيا لرئاسة البلدية.

لا أستهزئ بمصعب دخان، بل احترم حقه بالمنافسة، وحقه بالإصرار على ان يكون مرشح الجبهة في الناصرة. فقد انتخب ديموقراطيا، ومن يظن ان وليد عفيفي اقوى انتخابيا يعيش بوهم قاتل، وليد اغنى ماليا، وليزيد الله ثروته، فهذا أمر إيجابي لمجتمعنا، اما رئاسة البلدية بعقلية المخترة والأموال التي قد تجند بعض الأصوات، فلن تنجز لوليد غير الفشل .. وساعتها يكون السبت قد فات... ولن ينفعه الندم!!

طبعا انا أتوقع ان لا يحصل وليد عفيفي كمرشح رئاسة للجبهة، من أصوات الجبهة الا على نسبة اقل من الأصوات التي يحصل عليها مصعب دخان، لعبة عزل مصعب ستكشف ان قيادات الجبهة والحزب الشيوعي بعيدة عن الواقع السياسي والانتخابي للوسط العربي والناصرة خاصة. الأهم انهم يخونون الأمانة الرفاقية بالتخلي عن مرشح شيوعي وجبهوي هو مصعب دخان، ويقرون عمليا ان الجبهة قد افلست وخوت صفوفها من أي شخصية يمكن اعتمادها سياسيا او بلديا، بإعلان مصعب انسحابه كما هو متوقع، الأهم ان انسحاب مصعب دخان، وسجلوا ذلك، هي نهاية طريق الجبهة. وهذا سيكون مطابقا لهذه القصة اللطيفة:

كانت امرأة مع ابنها يسبحان على شاطئ البحر. فجأة جاءت موجة مرتفعة ضربت الشاطئ وسحبت ابنها الى داخل البحر. نظرت الى السماء ورجت الله ان ينقذ ابنها، فما هي الا لحظة وإذا بموجة كبيرة ثانية تضرب الشاطئ وتخرج ابنها وتقذف به على رمال الشاطئ سليما معافى، لكنها نظرت الى السماء وخاطبت الله، "يا إلهي كان يلبس قبعة أيضا"!!

اجل لننتظر القبعة.. مصعب في الخارج بدون صفحة جديدة/ بدون قبعة. فمن سيشكو لرب العالمين خروج مصعب بدون قبعة/ صفحة جديدة؟

بقلم/ نبيل عودة